قَوْله ﴿إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك﴾
﴿تكَاد السَّمَاوَات يتفطرن من فوقهن﴾
قَرَأَ نَافِع وَالْكسَائِيّ / يكَاد السَّمَوَات / بِالْيَاءِ لِأَن السَّمَاوَات جمع قَلِيل وَالْعرب تذكر فعل الْمُؤَنَّث إِذا كَانَ قَلِيلا كَقَوْلِه ﴿فَإِذا انْسَلَخَ الْأَشْهر الْحرم﴾ وَلم يقل انسلخت ﴿وَقَالَ نسْوَة﴾ وَلم يقل وَقَالَت قَالَ ثَعْلَب لِأَن الْجمع الْقَلِيل قبل الْكثير والمذكر قبل الْمُؤَنَّث فَجعل الأول على الأول
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿تكَاد﴾ بالتأنيث لتأنيث ﴿السَّمَاوَات﴾ وَالْفِعْل مُتَّصِل بِالِاسْمِ
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَأَبُو بكر / ينفطرن / بالنُّون أَي ينشققن وحجتهما قَوْله ﴿السَّمَاء منفطر بِهِ﴾ وَلم يقل متفطر وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿يتفطرن﴾ بِالتَّاءِ أَي يتشققن وَالْأَمر فِي التَّاء وَالنُّون يرجع إِلَى معنى وَاحِد إِلَّا أَن التَّاء للتكثير وَذَلِكَ أَن / ينفطرن / من فطرت فانفطرت مثل كسرت فَانْكَسَرت ويتفطرن من قَوْلك فطرت فتفطرت مثل كسرت فتكسرت فَهَذَا لَا يكون إِلَّا للتكثير
﴿ذَلِك الَّذِي يبشر الله عباده الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات﴾ ٢٣
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ ﴿ذَلِك الَّذِي يبشر الله﴾