مَعَهُمَا فِي حَال الْوَصْل دون لوقف وَفتح الْيَاء أَبُو بكر وحذفها أهل مَكَّة والكوفة الأَصْل أَن تَقول ﴿يَا عبَادي﴾ بِفَتْح الْيَاء وَإِنَّمَا قُلْنَا لِأَن الْيَاء هُوَ اسْم وَالِاسْم إِذا كَانَ على حرف وَاحِد فأصله الْحَرَكَة فَتَقول ضربتك وَيجوز أَن تَقول قويت الْحَرْف الْوَاحِد بالحركة وَالَّذِي يَلِي هَذَا يَا عبَادي بِسُكُون الْيَاء وَإِنَّمَا حذفت الْحَرَكَة للتَّخْفِيف ثمَّ يَلِي هَذَا يَا عباد بِغَيْر يَاء لِأَن الكسرة تنوب عَن الْيَاء لِأَنَّهُ نِدَاء
﴿وفيهَا مَا تشتهيه الْأَنْفس وتلذ الْأَعْين﴾
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَحَفْص ﴿وفيهَا مَا تشتهيه﴾ بِإِثْبَات الْهَاء بعد الْيَاء مَا بِمَعْنى الَّذِي وَهُوَ رفع بِالِابْتِدَاءِ وتشتهي صلَة مَا وَالْهَاء عَائِدَة إِلَى مَا وَهُوَ مفعول تشْتَهي وحجتهم قَوْله تَعَالَى ﴿كَمَا يقوم الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس﴾ وَلم يقل يتخبط
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِحَذْف الْهَاء على الِاخْتِصَار وَالْأَصْل فِي هَذَا إِثْبَات الْهَاء والحذف للتَّخْفِيف وَهُوَ حسن كَمَا تَقول الَّذِي ضربت زيد وَكَانَ الأَصْل الَّذِي ضَربته زيد فَإِن شِئْت أثبت الْهَاء وَهُوَ الأَصْل لِأَن الْهَاء هُوَ اسْم الْمَفْعُول وَإِن شِئْت حذفت ذَلِك وحجتهم قَوْله ﴿أَهَذا الَّذِي بعث الله رَسُولا﴾ وَلم يقل بَعثه الله
﴿قل إِن كَانَ للرحمن ولد فَأَنا أول العابدين﴾ ٨١