﴿وَفِي خَلقكُم وَمَا يبث من دَابَّة﴾ ثمَّ قَالَ ﴿وَاخْتِلَاف اللَّيْل﴾ فعطف بِالْوَاو على عاملين وسيبويه لَا يُجِيزهُ قيل يجوز أَن تقدر فِي فِي قَوْله تَعَالَى ﴿وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار﴾ وَإِن كَانَت محذوفة فِي اللَّفْظ وَإِنَّمَا لم يذكر لِأَن ذكره قد تقدم فِي موضِعين فِي قَوْله ﴿إِن فِي السَّمَاوَات﴾ ﴿وَفِي خَلقكُم﴾ فَلَمَّا تقدم ذكره فِي هذَيْن لم يذكرهُ وعَلى مَذْهَب الْأَخْفَش يجوز أَن يعْطف على عاملين كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَاخْتِلَاف اللَّيْل﴾ عطف على قَوْله ﴿وَفِي خَلقكُم﴾ وعَلى قَوْله ﴿إِن فِي السَّمَاوَات﴾ قَالَ وَمثله فِي الْكَلَام إِن فِي الدَّار زيدا والحجرة عمرا فقد عطف على عاملين مُخْتَلفين
﴿تِلْكَ آيَات الله نتلوها عَلَيْك بِالْحَقِّ فَبِأَي حَدِيث بعد الله وآياته يُؤمنُونَ﴾ ٦
قَرَأَ نَافِع وَابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَحَفْص ﴿وآياته يُؤمنُونَ﴾ بِالْيَاءِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ
وَحجَّة الْيَاء قَوْله قبلهَا ﴿لآيَات للْمُؤْمِنين﴾ ٣ و ﴿لقوم يعْقلُونَ﴾ ٥ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَعَ هَذَا قد خَاطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ فَقَالَ ﴿تِلْكَ آيَات الله نتلوها عَلَيْك بِالْحَقِّ﴾ فَكيف يجوز أَن يُقَال للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ بِأَيّ حَدِيث بعد الله وآياته تؤمنون بِالتَّاءِ أَي تؤمن أَنْت وهم بل إِنَّمَا قَالَ ﴿فَبِأَي حَدِيث بعد الله وآياته﴾ يُؤمن هَؤُلَاءِ الْمُشْركُونَ وشاهدها قَوْله فِي المرسلات ﴿فَبِأَي حَدِيث بعده يُؤمنُونَ﴾