﴿وَأَنه أهلك عادا الأولى وَثَمُود فَمَا أبقى﴾ ٥٠ و ٥١
قَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو عَاد لولى مَوْصُولَة مدغمة وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿عادا الأولى﴾ منونة
قَالَ أَبُو عُثْمَان أَسَاءَ عِنْدِي أَبُو عَمْرو فِي قِرَاءَته لِأَنَّهُ أدغم النُّون فِي لَام الْمعرفَة وَاللَّام إِنَّمَا تحركت بحركة الْهمزَة وَلَيْسَ بحركة لَازِمَة وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنَّك تَقول الْأَحْمَر فَإِذا طرحت حَرَكَة الْهمزَة على اللَّام تَقول الْأَحْمَر الْحمر وَلم تحذف ألف الْوَصْل لِأَنَّهَا لَيست بحركة لَازِمَة قَالَ أَبُو عُثْمَان وَلَكِن كَانَ أَبُو الْحسن روى عَن بعض الْعَرَب أَنه يَقُول هَذَا لحمر قد جَاءَ فتحذف ألف الْوَصْل لحركة اللَّام فَهَذَا حجَّة لقِرَاءَة أبي عَمْرو لِأَن الْحَرَكَة قد صَارَت لَازِمَة لِأَنَّك حذفت ألف الْوَصْل وَلَو لم تكن لَازِمَة لما حذفت
قَالَ الزّجاج أما ﴿الأولى﴾ فَفِيهَا ثَلَاث لُغَات الأولى بِسُكُون اللَّام وَإِثْبَات الْهمزَة وَهِي أَجود اللُّغَات وَالَّتِي تَلِيهَا فِي الْجَوْدَة الولى بِضَم اللَّام وَطرح الْهمزَة وَمن الْعَرَب من يَقُول لولى فيطرح الْهَمْز لتحرك اللَّام على هَذِه اللُّغَة قَرَأَ أَبُو عَمْرو / عَاد لولى / وَالْقَوْل فِي ﴿عادا الأولى﴾ أَن من حقق الْهمزَة فِي ﴿الأولى﴾ سكنت لَهُ لَام الْمعرفَة والتنوين وَإِذا سكنت لَام العرفة والتنوين من قَوْلك عادا سَاكن التقى ساكنان النُّون الَّتِي فِي ﴿عادا﴾ وَلَام الْمعرفَة فحركة التَّنْوِين بِالْكَسْرِ لالتقاء الساكنين


الصفحة التالية
Icon