٦٦ - سُورَة التَّحْرِيم ﴿فَلَمَّا نبأت بِهِ وأظهره الله عَلَيْهِ عرف بعضه وَأعْرض عَن بعض﴾
قَرَأَ الْكسَائي ﴿عرف بعضه﴾ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ الْبَاقُونَ عرف بِالتَّشْدِيدِ من قَوْلك عرفتك الشَّيْء أَي أَخْبَرتك بِهِ فَالْمَعْنى عرف حَفْصَة بعض الحَدِيث وَأعْرض عَن بعض فَلم يعرفهُ إِيَّاهَا على وَجه التكرم والإغضاء وَألا يبلغ أقْصَى مَا كَانَ مِنْهَا وَجَاء فِي التَّفْسِير أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ أخْبرهَا بِبَعْض مَا أعلمهُ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت وحجتهم قَوْله ﴿فَلَمَّا نبأها﴾ بِهِ أَي خَبَرهَا فَهَذَا دَلِيل على التَّعْرِيف وَيُقَوِّي ذَلِك قَوْله ﴿وَأعْرض عَن بعض﴾ يَعْنِي أَنه لم يعرفهَا إِيَّاه وَلَو كَانَ عرف لَكَانَ الْإِنْكَار ضِدّه فَقيل وَأنكر بَعْضًا وَلم يقل وَأعْرض عَنهُ
وَوجه التَّخْفِيف لقِرَاءَة الْكسَائي ﴿عرف بعضه﴾ أَي جازى عَلَيْهِ وَغَضب من ذَلِك وحجته فِي ذَلِك أَن جَاءَ فِي التَّفْسِير أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ جازى حَفْصَة بِطَلَاقِهَا قَالَ الزّجاج وَتَأْويل هَذَا حسن بَين معنى عرف بعضه أَي جازى عَلَيْهِ كَمَا تَقول لمن تتوعده قد علمت مَا عملت وَقد عرفت مَا صنعت تَأْوِيله فسأجازيك عَلَيْهِ لَا أَنَّك تقصد إِلَى أَن تعرفه أَنَّك قد علمت فَقَط وَمثله قَوْله تَعَالَى ﴿وَمَا تَفعلُوا من خير يُعلمهُ الله﴾ فتأويله يُعلمهُ الله ويجازي عَلَيْهِ وَالله يعلم كل مَا يعْمل فَقيل إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ طلق حَفْصَة تَطْلِيقَة فَكَانَ ذَلِك


الصفحة التالية
Icon