٩٧ - سُورَة الْقدر ﴿سَلام هِيَ حَتَّى مطلع الْفجْر﴾ ٥
قَرَأَ الْكسَائي ﴿حَتَّى مطلع الْفجْر﴾ بِكَسْر اللَّام وَقَرَأَ الْبَاقُونَ ﴿مطلع﴾ بِفَتْح اللَّام يَعْنِي طُلُوع الْفجْر وَهُوَ الْمصدر من طلعت الشَّمْس مطلعا وطلوعا وَالْمعْنَى سَلام هِيَ حَتَّى طلوعه وَإِلَى وَقت طلوعه
وكل مَا كَانَ على فعل يفعل مثل قتل يقتل وطلع يطلع فالمصدر وَالْمَكَان على مفعل بِفَتْح الْعين نَحْو المقتل والمدخل وَقد جَاءَ مثل المطلع والمنبت على غير الْفِعْل
وَحجَّة الْكسَائي أَن المطلع يكون الْموضع الَّذِي تطلع فِيهِ وَيكون بِمَعْنى الْمصدر قَالَ الْكسَائي من كسر اللَّام فَإِنَّهُ من طلع يطلع وَمَات يطلع قَالَ وَقد مَاتَ من لُغَات الْعَرَب كثير
وَأعلم أَن كل مَا كَانَ من فعل يفعل بِكَسْر الْعين فالموضع مِنْهُ المفعل والمصدر مِنْهُ مفعل تَقول جلس يجلس مَجْلِسا والموضع الْمجْلس وَكَذَلِكَ يطلع يطلّ مطلعا والمطلع اسْم الْموضع قَالَ الْفراء من كسر اللَّام فَإِنَّهُ وضع الِاسْم مَوضِع الْمصدر كَمَا تَقول أكرمتك كَرَامَة وأعطيتك عَطاء فيجتزأ بِالِاسْمِ من الْموضع