بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الحاقةقَوْله تَعَالَى ﴿الحاقة مَا الحاقة﴾ الحاقه ابْتِدَاء وَمَا ابْتِدَاء ثَان وَمَا بِمَعْنى الِاسْتِفْهَام الَّذِي مَعْنَاهُ التَّعْظِيم والتعجب والحاقة الثَّانِيَة خبر مَا وَمَا وخبرها خبر عَن الحاقة الأولى وَجَاز أَن تكون الْجُمْلَة خَبرا عَنْهَا وَلَا ضمير فِيهَا يعود على الْمُبْتَدَأ لِأَنَّهَا مَحْمُولَة على معنى الحاقة مَا أعظمها وأهولها وَقيل الْمَعْنى الحاقة مَا هِيَ على التَّعْظِيم لأمرها ثمَّ أظهر الِاسْم ليَكُون أبين فِي التَّعْظِيم وَقد مضى ذكر هَذَا فِي الْوَاقِعَة وَمثله القارعة مَا القارعة
قَوْله وَمَا أَدْرَاك مَا الحاقة مَا ابْتِدَاء وَمَا الثَّانِيَة ابْتِدَاء ثَان والحاقة خَبره وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب بادراك وأدراك وَمَا اتَّصل بِهِ خبر عَن مَا الأولى وَفِي أَدْرَاك ضمير فَاعل يعود على مَا الأولى وَمَا الأولى وَالثَّانيَِة اسْتِفْهَام فَلذَلِك لم يعْمل أَدْرَاك فِي مَا الثَّانِيَة وَعمل فِي الْجُمْلَة وهما اسْتِفْهَام فيهمَا معنى التَّعْظِيم والتعجب وأدراك فعل يتَعَدَّى الى مفعولين الْكَاف الْمَفْعُول الأول وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع الثَّانِي وَمثله وَمَا أَدْرَاك مَا يَوْم الدّين