قال، (١) حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظمائهم - يعني من عظماء اليهود = إذا كلم رسول الله ﷺ لوى لسانه وقال:"راعنا سمعَك، يا محمد حتى نفهمك"! ثم طعن في الإسلام وعابه، فأنزل الله:"ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يشترون الضلالة" إلى قوله:"فلا يؤمنون إلا قليلا" (٢)
٩٦٩٠ - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، (٣) بإسناده، عن ابن عباس، مثله.
* * *

(١) كان في المطبوعة والمخطوطة: "عن أبي إسحاق"، وهو خطأ فاحش.
(٢) الأثر: ٩٦٨٩ - سيرة ابن هشام ٢: ٢٠٩، وهو تال للأثر السالف رقم: ٩٥٠١.
(٣) في المطبوعة وحدها: "عن أبي إسحاق"، والمخطوطة صواب هنا.

القول في تأويل قوله: ﴿يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (٤٤) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (٤٥) ﴾
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"يشترون الضلالة"، اليهود الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب، يختارون الضلالة = وذلك: الأخذ على غير طريق الحقّ، وركوبُ غير سبيل الرشد والصواب، مع العلم منهم بقصد السبيل ومنهج الحق. (١) وإنما عنى الله بوصفهم باشترائهم الضلالة: مقامهم على التكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتركهم الإيمان به، وهم عالمون أنّ السبيل الحقَّ الإيمانُ به،
(١) انظر تفسير"الاشتراء" فيما سلف ١: ٣١٢-٣١٥ / ٢: ٣٤٠-٣٤٢، ٤٥٥ / ٣: ٣٢٨ / ٦: ٥٢٧ = وتفسير"الضلالة" ١: ١٩٥، ٣١٣ / ٢: ٤٩٥، ٤٩٦ / ٦: ٦٦، ٥٠٠، ٥٨٤ / ٧: ٣٦٩.


الصفحة التالية
Icon