﴿ مَا نَنسَخْ ﴾ نسخها : قبضها، أو تبديلها، أو تبديل حكمها مع بقاء رسمها. ﴿ أَوْ نُنسِهَا ﴾ ننسكنها، كان يقرأ الآية ثم ينسى وترفع، أو يريد به الترك : أي ما نرفع من آية، أو نتركها فلا نرفعها قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، « قلت : وفيه إشكال ظاهر »، أو يريد به نمحها ﴿ نَنْسَأَها ﴾ نؤخرها أنسأت أخرت، ومنه بيع النسيئة. ﴿ بِخَيْرٍ مِّنْهَآ ﴾ أنفع، وأرفق، وأخف، فيكون الناسخ أكثر ثواباً آجلاً، كنسخ صوم أيام معدودات برمضان، أو أخف عاجلاً، كنسخ قيام الليل. ﴿ أَوْ مِثْلِهَا ﴾ مثل حكمها في الخفة والثقل والثواب، كنسخ التوجه إلى القدس بالتوجه إلى الكعبة، فإنه مثله في المشقة والثواب. ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ ﴾ بمعنى أما علمت، أو هو تقرير وليس باستفهام، أو خوطب به والمراد أمته، ولذلك أردفه بقوله :﴿ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ ﴾.


الصفحة التالية
Icon