﴿ الِّذِينَ ظَاهَرُوهُم ﴾ بنو قريظة وكان بينهم وبين الرسول ﷺ عهد فنقضوه، والمظاهرة : المعاونة، فغزاهم الرسول ﷺ بعد ستة عشر يوماً من الخندق فحصرهم إحدى وعشرين ليلة فنزلوا على التحكيم في أنفسهم وأموالهم فحكموا سعداً فحكم بقتل مقاتلتهم وبسبي ذراريهم وأن عقارهم للمهاجرين دون الأنصار فكبر الرسول ﷺ وقال :« قضى فيهم بحكم الله »، أو نزلوا على حكم الرسول ولم يحكم فيه سعد وإنما أرسل إليه يستشيره فقال : لو وُليت أمرهم لقتلت مقاتلتهم وسبيت ذراريهم، فقال الرسول ﷺ :« والذي نفسي بيده لقد أشرت فيهم بالذي أمرني الله تعالى به فيهم » ﴿ صَيَاصِيهِمْ ﴾ حصونهم لامتناعهم بها كما تمتنع البقر بصياصيها وهي قرونها ومنه صيصية الديك شوكة في ساقه. ﴿ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾ بصنيع جبريل بهم ﴿ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ ﴾ قتل أربعمائة وخمسين وسبى سبعمائة وخمسين، وقيل : عرضوا عليه فأمر بقتل من احتلم، أو أنبت.