بسم الله الرحمن الرحيم

سورة يس
قوله تعالى: ﴿يس﴾.
التحقيق إنه من جملة الحروف المقطعة في أوائل السور، والياء المذكورة فيه ذكرت في فاتحة سورة "مريم"، في قوله تعالى: ﴿كهيعص﴾، والسين المذكورة فيه ذكرت في أول "الشعراء" و "القصص"، في قوله: ﴿طسم﴾ وفي أوّل "النمل"، في قوله: ﴿طس﴾، وفي أوّل "الشورى"، في قوله تعالى: ﴿حم * عسق﴾.
وقد قدّمنا الكلام مستوفى على الحروف المقطّعة في أوائل السورة في أوّل سورة "هود".
قوله تعالى: ﴿وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ* إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾.
قد بيَّنا أن موجب التوكيد لكونه من المرسلين، هو إنكار الكفار لذلك في قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً﴾، في سورة "البقرة"، في الكلام على قوله تعالى: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾.
قوله تعالى: ﴿ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾.
لفظة ﴿مَا﴾ في قوله تعالى: ﴿مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ﴾، قيل: نافية، وهو الصحيح. وقيل: موصولة، وعليه فهو المفعول الثاني ﴿لِتُنْذِرَ﴾، وقيل: مصدرية.
وقد قدّمنا دلالة الآيات على أنها نافية، وأن مما يدلّ على ذلك ترتيبه بالفاء عليه قوله عبده: ﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ ؛ لأن كونهم غافلين يناسب عدم الإنذار لا الإنذار، وهذا هو الظاهر مع آيات أُخر دالَّة على ذلك؛ كما أوضحنا ذلك كلّه في سورة "بني إسرائيل"، في الكلام على قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾.


الصفحة التالية
Icon