بسم الله الرحمن الرحيم

سورة المرسلات
قوله تعالى: ﴿وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْراً﴾ [المرسلات: ١-٦].
يقسم تعالى بهذه المسميات واختلف في ﴿وَالْمُرْسَلاتِ﴾ و ﴿الْعَاصِفَاتِ﴾ ﴿وَالنَّاشِرَاتِ﴾.
فقيل: هي الرياح وقيل الملائكة أو الرسل و ﴿عُرْفاً﴾ أي متتالية كعرف الفرس واختار كونها الرياح ابن مسعود وابن عباس ومجاهد وقتادة واختار كونها الملائكة أبو صالح عن أبي هريرة والربيع بن أنس.
وعن أبي صالح أنها الرسل قاله ابن كثير واختار الأول وقال توقف ابن جرير والواقع أن كلام ابن جرير يفيد أنه لا مانع عنده من إرادة الجميع لأن المعنى محتمل ولا مانع عنده.
واستظهر ابن كثير أنها الرياح لقوله تعالى ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ [١٥/٢٢]، وقوله ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ [٧/٥٧].
وهذا هو الذي اختاره الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في مذكرة الإملاء أما ﴿الْفَارِقَاتِ﴾ فقيل: الملائكة، وقيل آيات القرآن ورجح الشيخ الأول وأما ﴿فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْراً﴾. فقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيانها في سورة الصافات عند قوله تعالى: ﴿فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً﴾ [٣٧/٣]
وفي مذكرة الإملاء قوله ﴿عُذْراً﴾ : اسم مصدر بمعنى الإعذار ومعناه قطع العذر.
ومنه المثل: من أعذر فقد أنذر وهو مفعول لأجله والنذر اسم مصدر بمعنى الإنذار وهو مفعول لأجله أيضا والإنذار الإعلام المقترن بتهديد و ﴿أو﴾ في قوله:


الصفحة التالية
Icon