سورة التكاثر
قوله تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾
﴿أَلْهَاكُمُ﴾ أي شغلكم ولهاه تلهيه أي علله.
ومنه قول امريء القيس:

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
أي شغلتها.
و ﴿التَّكَاثُرُ﴾ المكاثرة ولم يذكر هنا في أي شيء كانت المكاثرة التي ألهتهم.
قال ابن القيم ترك ذكره إما لأن المذموم هو نفس التكاثر بالشيء لا المتكاثر به وإما إرادة الإطلاق ا ه.
ويعني رحمه الله بالأول ذم الهلع والنهم.
وبالثاني ليعم كل ما هو صالح للتكاثر به مال وولد وجاه وبناء وغراس.
ولم أجد لأحد من المفسرين ذكر نظير لهذه الآية.
ولكنهم اتفقوا على ذكر سبب نزولها في الجملة من أن حيين تفاخرا بالآباء وأمجاد الأجداد فعددوا الأحياء ثم ذهبوا إلى المقابر وعدد كل منهما مالهم من الموتى يفخرون بهم ويتكاثرون بتعدادهم.
وقيل: في قريش بين بني عبد مناف وبني سهم.
وقيل: في الأنصار.
وقيل: في اليهود وغيرهم مما يشعر بأن التكاثر كان في مفاخر الآباء.


الصفحة التالية
Icon