المجلد الرابع عشر
تفسير سورة الروم
...
الجزء ١٤ من الطبعة
تفسير سورة الروم
سورة الروم مكية كلها من غير خلاف وهي ستون آية
الآية: [١] ﴿الم﴾
الآية: [٢] ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ﴾
الآية: [٣] ﴿فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ﴾
الآية: [٤] ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾
الآية: [٥] ﴿بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
قوله تعالى: ﴿الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ﴾ روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت: ﴿الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ - إلى قول - يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ. بِنَصْرِ اللَّهِ﴾. قال: ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس. قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه. هكذا قرأ نصر بن علي الجهضمي ﴿غََلَبَتِ الرُّومُ﴾. ورواه أيضا من حديث ابن عباس بأتم منه. قال ابن عباس في قول الله عز وجل: ﴿الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ﴾ قال: غَلبت وغُلبت، قال: كان المشركون يحبون أن يظهر أهل فارس على الروم لأنهم وإياهم أهل أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب؛ فذكروه لأبي بكر فذكره أبو بكر لرسول الله ﷺ فقال: "أما إنهم سيغلبون" فذكره أبو بكر لهم فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا، فإن ظهرنا كان لنا كذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا فجعل أجل خمس سنين، فلم يظهروا؛ فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: "ألا جعلته