سورة الشرح
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٥٩
ولما أمره ﷺ آخر الضحى بالتحديث بنعمته التي أنعمها عليه فصلها في هذه السورة فقال مثبتاً لها في استفهام إنكاري مبالغة في إثباتها عند من ينكرها والتقرير بها مقدماً المنة بالشرح في صورته قبل الإعلام بالمغفرة كما فعل ذلك في سورة الفتح الذي هو نتيجة الشرح، لتكون البشارة بالإكرام أولاً لافتاً القول إلى مظهر العظمة تعظيماً للشرح.
﴿ألم نشرح﴾ أي شرحاً يليق بعظمتنا ﴿لك﴾ أي خاصة.
ولما عين المشروح له، فكان المشروح مبهماً، فزاد تشوف النفس إليه ليكون أضخم له، بينه ليكون بياناً بعد إبهام فيكون أعظم في التنويه به وأجل في التعريف بأمره فقال :﴿صردك *﴾ أي نسره ونفرحه بالهجرة، فإن هذه السورة مدنية عند ابن عباس رضي الله عنهما، ونجله ونعظمه ونخرج منه قلبك ونشقه ونغسله ونملأه إيماناً وحكمة ورأفة وعلماً ورحمة، فانفسح جداً حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق، فكان مع الحق بعظمته واترفاعه، ومع الخلق بفيض أنواره وشعاعه، وقد كان هذا الشرح حقيقة
٤٦٠