سورة مريم عليها السلام
مكية
وهي ثمان وتسعون آية، وسبعمائة واثنان وستون كلمة، وثلاثة آلاف وثمانمائة حرف وحرفان
﴿بسم اللّه﴾ المنزه عن كل شائبة نقص القادر على كل ما يريد ﴿الرحمن﴾ الذي عم نواله سائر مخلوقاته ﴿الرحيم﴾ بسائر خلقه، واختلف في تفسير قوله تعالى :
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٥٤
﴿كهيعص﴾ قال ابن عباس : هو اسم من أسماء اللّه تعالى، وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن، وقيل : هو اسم اللّه الأعظم، وقيل : هو اسم السورة، وقيل : قسم أقسم اللّه به. وعن الكلبي : هو ثناء أثنى اللّه به على نفسه، وعنه معناه كاف لخلقه هاد لعباده يده فوق أيديهم عالم ببريته صادق في وعده.
وعن ابن عباس قال : الكاف من كريم وكبير، والهاء من هاد، والياء من رحيم، والعين من عليم وعظيم، والصاد من صادق، وقيل : إنه من المتشابه الذي استأثر اللّه تعالى بعلمه، وقد تقدّم الكلام على ذلك في أوّل سورة البقرة، وقرأ نافع بإمالة الهاء والياء بين بين وأمالهما محضة شعبة والكسائي وأمال الهاء محضة أبو عمرو وابن عامر وحمزة، وللسوسي في الياء خلاف في الإمالة محضة والفتح والباقون، وهم ابن كثير وحفص بفتحهما بلا خلاف ولجميع القراء في العين المدّ والتوسط.
٤٥٥
وقوله تعالى :
﴿ذكر﴾ مبتدأ محذوف الخبر تقديره مما يتلى عليكم أو خبر محذوف المبتدأ تقديره المتلو ذكر أو هذا ذكر ﴿رحمت ربك﴾ وقوله تعالى :﴿عبده﴾ مفعول رحمة لأنها مصدر بني على التاء لأنها دالة على الوحدة ورسمت بتاء مجرورة، ووقف عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ووقف بالتاء على الرسم الباقون وقوله تعالى :﴿زكريا﴾ بيان له.
تنبيه : اعلم أنه تعالى ذكر في هذه السورة قصص جملة من الأنبياء.
الأولى : هذه القصة وهي قصة زكريا فيحتمل أن المراد من قوله تعالى :﴿رحمة ربك﴾ أنه عني عبده زكريا في كونه رحمة وجهان : أحدهما : أنه يكون رحمة على أمته لأنه هداهم إلى الإيمان والطاعة، والثاني : أن يكون رحمة على نبينا محمد ﷺ لأن اللّه تعالى لما شرع له ﷺ طريقته في الإخلاص والابتهال في جميع الأمور إلى اللّه تعالى صار ذلك لطفاً داعياً له ولأمته إلى تلك الطريقة، فكان زكريا رحمة ويحتمل أن يكون المراد أن هذه السورة فيها ذكر الرحمة التي يرحم بها عبده زكريا
جزء : ٢ رقم الصفحة : ٤٥٥


الصفحة التالية
Icon