سورة القصص
مكية إلا قوله تعالى :﴿أنّ الذي فرض﴾
الآية نزلت بالجحفة ﴿وإلا الذين آتيناهم الكتاب ﴾إلى ﴿لا نبتغي الجاهلين ﴾ وهي سبع أو ثمان وثمانون آية، وألف وأربعمائة وإحدى وأربعون كلمة وخمسة آلاف وثمانمائة حرف، وتسمى سورة موسى عليه السلام لاشتمالها على قصّته فقط من حين ولد إلى أن أهلك الله تعالى فرعون وخُسف بقارون، كما سميت سورة نوح وسورة يوسف لاشتمالهما على قصتهما، ولا يقال سميت بذلك لذكر القصص فيها في قوله تعالى :﴿فلما جاءه وقص عليه القصص ﴾ لأنّ سورة يوسف فيها ذكر القصص مرّتين الأولى :﴿نقص عليك أحسن القصص﴾ والثانية : قوله تعالى :﴿لقد كان في قصصهم﴾ فكانت سورة يوسف أولى بهذا الاسم، وأيضاً فكانت سورة هود أولى بهذا الاسم، لأنه ذكر فيها قصص سبعة أنبياء وهذه ليس فيها إلا قصة واحدة فكان ينبغي العكس وأن تسمى سورة هود القصص وهذه سورة موسى.
﴿بسم الله﴾ الذي اختص بالكبرياء والعظمة ﴿الرحمن﴾ الذي عمّ بنعمه أهل الإيمان والكفران ﴿الرحيم﴾ الذي خص بنعمه بعد البعث أهل الإيمان
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٢٦
١٢٧
﴿طسم﴾ تقدّم الكلام على أوائل السور أوّل البقرة.
﴿تلك﴾ أي : هذه الآيات العالية الشأن ﴿آيات الكتاب﴾ أي : المنزل على قلبك الجامع لجميع المصالح الدنيوية والأخروية والإضافة بمعنى من ﴿المبين﴾ أي : المظهر الحق من الباطل.
﴿نتلو﴾ أي : نقص قصاً متتابعاً متوالياً بعضه في إثر بعض ﴿عليك﴾ بواسطة جبريل عليه السلام ﴿من نبأ﴾ أي : خبر ﴿موسى وفرعون بالحق﴾ أي : بالصدق الذي يطابقه الواقع.
تنبيه : يجوز أن يكون مفعول نتلو محذوفاً دلت عليه صفته وهي من نبأ موسى، تقديره نتلو عليك شيئاً من نبأ موسى، ويجوز أن تكون من مزيدة على رأي الأخفش أي : نتلو عليك نبأ موسى، وبالحق يجوز أن يكون حالاً من فاعل نتلو ومن مفعوله أي : نتلو عليك بعض خبرهما ملتبسين أو ملتبساً بالحق، ثم نبه على أن هذا البيان كما سبق إنما ينفع أولي الإذعان بقوله تعالى :﴿لقوم يؤمنون﴾ فغيرهم لا ينتفع بذلك ولما كان كأنه قيل ما المقصود من هذا قال.
﴿إنّ فرعون﴾ ملك مصر الذي ادّعى الإلهية ﴿علا﴾ أي : بادعاء الإلهية وتجبره على عباد الله وقهره لهم ﴿في الأرض﴾ أي : أرض مصر وإطلاقها يدل على تعظيمها وأنها كجميع الأرض لاشتمالها على ما قل أن يشتمل عليه غيرها ﴿وجعل﴾ أي : بما جعلنا له من نفوذ الكلمة ﴿أهلها﴾ أي : أهل الأرض المرادة ﴿شيعاً﴾ أي : فرقاً تتبع كل فرقة شيئاً يتبعونه على ما يريد ويطيعونه لا يملك أحد منهم أن يكون عتيقه، أو أصنافاً في استخدامه يسخر صنفاً في بناء، وصنفاً في حفر، وصنفاً في حرث، ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية، أو فرقاً مختلفة قد أغرى بينهم العداوة والبغضاء وهم بنو إسرائيل والقبط.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٢٧


الصفحة التالية
Icon