سورة محمد صلى الله عليه وسلم
مكية وتسمى القتال والذين كفروا وهي : ثمان وثلاثون آية، وخمسمائةوتسع وثلاثون كلمة، وألفان وثلثمائة وتسعة وأربعون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الملك الأعظم الذي أقام جنده للذب عن حماه ﴿الرحمن﴾ الذي عمت رحمته تارة بالبرهان، وتارة بالسيف واللسان ﴿الرحيم﴾ الذي خص حزبه بالحفظ في طريق الجنان. واختلف في قوله تعالى :
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٧٣٥
﴿الذين كفروا﴾ من هم ؟
فقيل : هم الذين كانوا يطعمون الجيش يوم بدر منهم أبو جهل والحارث ابنا هشام، وعقبة، وشيبة ابنا ربيعة، وغيرهم، وقيل : كفار قريش وقيل : أهل الكتاب وقيل : كل كافر لأنهم ستروا أنوار الأدلة وضلوا على علم ﴿وصدّوا﴾ أي : امتنعوا بأنفسهم، ومنعوا غيرهم لعراقتهم في الكفر، ﴿عن سبيل الله﴾ أي : الطريق الرحب المستقيم الذي شرعه الملك الأعظم، ﴿أضلّ﴾ أي : أبطل إبطالاً عظيماً يزيل العين والأثر، ﴿أعمالهم﴾ كإطعام الطعام، وصلة الأرحام، وفك الأسارى، وحفظ الجوار، وغير ذلك. فلا يرون لها في الآخرة ثواباً ويجزي عليها في الدنيا من فضله تعالى.
تنبيه : أوّل هذه السورة مناسب لآخر السورة المتقدمة.
ولما ذكر تعالى أهل الكفر معبراً عنهم بأدنى طبقاتهم ليشمل من فوقهم، ذكر أضدادهم كذلك ؛ ليعمّ من كان منهم من جميع الفرق. بقوله تعالى :﴿والذي آمنوا﴾ أي : أقرّوا بالإيمان