سورة البلد
مكية
وهي عشرون آية واثنان وثمانون كلمة وثلاثمائة وعشرون حرفاً
﴿بسم الله﴾ الملك الذي لا راد لأمره ﴿الرحمن﴾ الذي عم سائر خلقه بفضله ﴿الرحيم﴾ الذي خص أهل طاعته بجنته.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٦١٥
واختلف في لا في قوله تعالى :﴿لا أقسم﴾ فقال الأخفش : إنها مزيدة، أي : أقسم كما تقدّم في قوله تعالى :﴿لا أقسم بيوم القيامة﴾ (القيامة : ١)
وقد أقسم به سبحانه وتعالى. قال الشاعر :
*تذكرت ليلى فاعترتني صبابة ** وكاد صميم القلب لا يتقطع*
أي : يتقطع، ودخل حرف لا صلة، وكقوله تعالى :﴿ما منعك أن لا تسجد﴾ (الأعراف : ١٢)
وقد قال تعالى في ص :﴿ما منعك أن تسجد﴾ وأجاز الأخفش أيضاً أن تكون بمعنى إلا. وقيل : هي نفي صحيح، والمعنى : لا أقسم بهذا البلد إذا لم تكن فيه بعد خروجك منه، حكاه مكي. وأجمعوا على أن المراد بالبلد في قوله تعالى :﴿بهذا البلد﴾، أي : الحرام وهو مكة، وفضلها معروف فإنه تعالى جعلها حرماً آمناً. وقال تعالى :﴿ومن دخله كان آمناً﴾ (آل عمران : ٩٧)
وجعل مسجده قبلة لأهل المشرق والمغرب. فقال تعالى :﴿وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره﴾ (البقرة : ١٤٤)
وأمر الناس بحج البيت فقال تعالى :﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع﴾ (آل عمران : ٩٧)
وقال تعالى :﴿وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً﴾ (البقرة : ١٢٥)
٦١٦
وقال تعالى :﴿وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت﴾ (الحج : و٢٦)
وقال تعالى :﴿وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق﴾ (الحج : ٢٧)
وشرف مقام إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ (البقرة : ١٢٥)
وحرم صيده وجعل البيت المعمور بإزائه، ودحيت الأرض من تحته، فهذه الفضائل وأكثر منها إنما اجتمعت في مكة لا جرم أقسم الله تعالى بها.