سورة لقمان عليه السلام
مكية كلها إلا آيتين نزلنا بالمدينة وهما ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِى الارْضِ مِن شَجَرَةٍ﴾ الآيتين وإلا آية
نزلت بالمدينة وهي ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَواةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَواةَ﴾ لأن الصلاة
والزكاة نزلتا بالمدينة وهي ثلاث وقيل أربع وثلاثون آية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٢٥ رقم الصفحة : ١١٥
١١٦
﴿الام * تِلْكَ ءَاَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾.
وجه ارتباط أول هذه السورة بآخر ما قبلها هو أن الله تعالى لما قال :﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَاذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ﴾ (الروم : ٥٨) إشارة إلى كونه معجزة وقال :﴿وَلَا ِن جِئْتَهُم بِاَايَةٍ﴾ (الروم : ٥٨) إشارة إلى أنهم يكفرون بالآيات بين ذلك بقوله :﴿الام * تِلْكَ ءَاَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ ولم يؤمنوا بها، وإلى هذا أشار بعد هذا بقوله :﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا﴾ (لقمان : ٧).
جزء : ٢٥ رقم الصفحة : ١١٦
١١٦
فقوله ﴿هُدًى﴾ أي بياناً وفرقاناً، وأما التفسير فمثل تفسير قوله تعالى :﴿ الر * ذَالِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَا فِيه هُدًى﴾ (البقرة : ١ و٢) وكما قيل هناك إن المعنى بذلك هذا، كذلك قيل بأن المراد بتلك هذه، ويمكن أن يقال كما قلنا هناك إن تلك إشارة إلى الغائب معناها آيات القرآن آيات الكتاب الحكيم وعند إنزال هذه الآيات التي نزلت مع ﴿الام * تِلْكَ ءَاَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ﴾ لم تكن جميع الآيات نزلت فقال تلك إشارة إلى الكل أي آيات القرآن تلك آيات، وفيه مسائل :
المسألة الأولى : قال في سورة البقرة ﴿ذَالِكَ الْكِتَابُ﴾ (البقرة : ١) ولم يقل الحكيم، وههنا قال ﴿الْحَكِيمِ﴾ فلما زاد ذكر وصف الكتاب زاد ذكر أمر في أحواله فقال :﴿هُدًى وَرَحْمَةً﴾ وقال هناك / ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة : ١) فقوله :﴿هُدًى﴾ في مقابلة قوله :﴿الْكِتَابِ﴾ وقوله :﴿وَرَحْمَةً﴾ في مقابلة قوله :﴿الْحَكِيمِ﴾ ووصف الكتاب بالحكيم على معنى ذي الحكم كقوله تعالى :﴿فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ (الحاقة : ٢١) أي ذات رضا.


الصفحة التالية
Icon