سورة القدر
مكية وآياتها خمس آيات
بين يدي السورة
* سورة القدر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر، على سأئر الأيام والشهور، لا فيها من الأنوار والتجليات القدسية، والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين، تكريما لنزول القران المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع الفجر، فيا لها من ليلتة عظيمة القدر، هي خير عند الها من ألف شهر.
التفسير :
[ إنا أنزلناه في ليلة القدر ] أي نحن أنزلنا عليك يا محمد، هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف، قال المفسرون : سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمراد بإنزا ل القرآ ن : إنزاله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إلى الأرض، في مدة ثلاث وعشرين سنة، قال ابن عباس : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ، إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفضلا بحسب الوقانع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله ( ص )،
[ وما أدراك ما لية القدر ] تعظيم وتفخيم لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلة القدر والشرف ؟ قال الخازن : وهذا على سبيل التعظيم لها، والتشويق لخبرها، كأنه قال : أفي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟ ثم فصل فضلها من ثلاثة أوجه : فقال سبحانه
[ ليلة القدر خير من ألف شهر ] أي ليلة القدر في الشرف والفضل، خير من عبادة ألف شهر، لما إختصت به من شرف إنزال القرآن الكريم فيها، قال المفسرون : العمل الصالح في ليلة القدر، خير من العمل في ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلا لبس السلاح، وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله، لأمته فقال يا رب : جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا ! ! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال : ليلة القدر خير لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد : عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها، ثم قال تعالى
[ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ] أي تنزل الملائكة وجبريل إلى الأرض في تلك الليلة، بأمر ربهم من أجل كل أمرقدرة الله وقضاه لتلك السنة إلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى
[ سلام هي حتى مطلع الفجر ] أي هي سلام من أول يومها إلي طلوع الفجر، تسلم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يقدر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإنسان.
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نوجزها فيما يلي :
١ - الإطناب بذكر ليلة القدر ثلاث مرات، زيادة في الإعتناء بشأنها، وتفعيما لأمرها.
٢-الاستفهام بغرض التفخيم والتعظيم [ وما أدراك ما ليلة القدر ] ؟
٣-ذكر الخاص بعد العام [ تنزل الملائكة والروح ] فذكر (جبريل ) بعد الملائكة لينبه على جلالة قدره، مع أنه داخل في كلمة الملائكة.
٤-توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات مثل [ القدر، شهر، أمر، الفجر ] وهو من المحسنات البديعية اللفظية والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon