سورة البينة
مدنية وآياتها ثمان
بين يدي السورة
*سورة البينة وتسمى [ سورة لم يكن ] مدنية، وهي تعالج القضايا الآتية :
١- موقف أهل الكتاب من رسالة محمد (ص).
٢- موضوع إخلاص العبادة لله جل وعلا.
٣- مصير كل من السعداء والأشقياء في الآخرة.
٤- تحدثت السورة الكريمة عن موقف اليهود والنصارى، من دعوة النبى(ص) بعد أن كانوا ينتظرون قدومه، فلما جاءهم بالنور والضياء كانوا أول من كذب برسالته [ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة.. ] الآيات.
* ثم تحدثت السورة عن عنصر هام من عناصر الإيمان، وهو " إخلاص العبادة " لله العلي الكبير، الذي أمر به جميع أهل الأديان، لإفراده جل وعلا بالذكر، والقصد، والتوجه في جميع الأقوال والأفعال والأعمال، خالصة لوجهه الكريم [ وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة.. ] الآيات.
* كما تحدثت عن مصير أهل الإجرام - شر البرية - من كفرة أهل الكتاب والمشركين، وخلودهم في نار الجحيم، وعن مصير المؤمنين، أصحاب المنازل العالية - خير البرية - وخلودهم في جنات النعيم، مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، جزاء طاعتهم وإخلاصهم لرب العالمين [ إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيا أولئك هم شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية.. ] الآيات إلى نهاية السورة الكريمة.
اللغة :
[ منفكين ] منتهين زائلين، وأصل الفك : الفتح ومنه فتح الكتاب، وفك الخلخال (البينة ] الحجة الواضحة، والدلالة القاطعة
[ مطهرة ] منزهة عن الباطل والشبهات
[ قيمة ] مستقيمة عادلة
[ حنفاء ] مائلين عن الباطل إلى الدين الحق، وأصل الحنف : الميل
[ البرية ] الخلق من قولهم : برا الله الخلق، ومنه البارىء أي الخالق.
[ جزاؤهم ] ثوابهم على عملهم الصالح
[ عدن ] إقامة مكان يعني أقام به.
التفسير :
[ لم يكن الذين كفروا ] أي لم يكن أهل الكفر والجحود، الذين كفروا بالله وبرسوله، ثم بينهم بقوله
[ من أهل الكتاب والمشركين ] فإن " من " هنا بيانية، تبين من هم هؤلاء الكفار، أي من اليهود والنصارى أهل الكتاب، ومن المشركين عبدة الأوثان والأصنام
[ منفكين حتى تأتيهم البينة ] أي منفصلين ومنتهين عما هم عليه من الكفر، حتى تأتيهم الحجة الواضحة وهي بعثة محمد، ولهذا فسرها بقوله (( لم تذكر السورة أنهم منفكون عن ماذا ؟ لكنه معلوم إذ المراد هو الكفر والضلالة التى كانوا عليها فقد أتاهم رسول الله (ص) بالقرآن المبين، فبين لهم ضلالتهم وشركهم، وما كانوا عليه من الجاهلية، ودعاهم إلى الإيمان فآمن منهم من آمن، واهتدى منهم من اهتدى، فأنقذهم الله من الجهالة والضلالة، ولم يكونوا منفصلين عن كفرهم قبل بعثه (ص) إليهم، والآية فيمن آمن من الفريقين : المشركين وأهل الكتاب ))
[ رسول من الله ] أي هذه البينة هي رسالة " محمد " (ص) المرسل من عند الله تعالى
[ يتلوا صحفا مطهرة ] أي يقرأ عليهم صحفا منزهة عن الباطل، عن ظهر قلب، لأن النبي (ص) أمي لا يقرأ ولا يكتب، قال القرطبي : أي يقرأ ما تتضمن الصحف من المكتوب، يتلوها عن ظهر قلبه، لا عن كتاب، لأنه عليه السلام كان أميا لا يكتب ولا يقرأ. قال ابن عباس :[ مطهرة ] من الزور، والشك، والنفاق، والضلالة، وقال قتادة : مطهرة عن الباطل