أبيض فضفاض الرداء والرسن فرفع اليه سطيح رأسه وقال : عبد المسيح، على جمل مشيح، أقبل الى سطيح، وقد أوفى على الضريح، بعثك ملك بني ساسان، لارتجاج الإيوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلا صعابا تقود خيلا عرابا، حتى اقتحمت الواد وانتشرت في البلاد، يا عبد المسيح إذا ظهرت التلاوة، وفاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام يملك منهم ملوك وملكات، بعدد ما سقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت ثم قال :
إن كان ملك بني ساسان أفرطهم فإن ذا الدهر أطوار دهارير
منهم بنو الصرح بهرام وأخوته والهرمزان وسابور وسابور
فربما أصبحوا منهم بمنزلة يهاب صولهم الأسد المهاصير
حثوا المطي وجدوا في رحيلهم فما يقوم لهم سرج ولا كور
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٦١
و الناس أبناء علات فمن علموا أن قد أقل فمحقور وم
هجور والخير والشر مقرونان في قرن والخير متبع والشر محذور
فأتى كسرى فأخبره فغمّه ذلك فقال : الى أن يملك منا أربعة عشر ملكا يدور الزمان فملكوا كلهم في أربعين سنة.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٧، ص : ١٦٢
(٢٧) سورة النمل
مكيّة وآياتها ثلاث وتسعون
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ١ الى ٦]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (١) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (٤)أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٥) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦)
الإعراب :