و احفظه إحفاظا فالمحفظات المغضبات والكتائف جمع كتيفة وهي الضغينة والسخيمة والحقد. يقول : هو أخوك الذي لا تملك نفسه
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٥٩
الرحمة بل يبذلها لك أو لا تقدر نفسه على التدبر بالتأني كي يسرع إليك بغتة وترتعد وتذهب ضغائنه من جهتك عند الأمور المغضبة لك لأنها تغضبه أيضا.
الفوائد :
هذه الآيات نزلت في شأن زيد وزينب وما راج فيه من قالة الناس وما أرجف به بعض المرجفين، وقيل في أذى موسى أقوال شتى، روى مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :
كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم الى سوءة بعض وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا : واللّه ما منع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، قال : فذهب يوما يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه قال فجعل موسى عليه السلام يعدو أثره يقول ثوبي حجر، ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل الى سوءة موسى فقالوا : واللّه ما بموسى من بأس فقام الحجر حتى نظروا إليه قال : فأخذ ثوبه فاستتر به وطفق بالحجر ضربا. قال أبو هريرة : واللّه إن به ندبا ستة أو سبعة من ضرب موسى، وفي القاموس :« الندبة أثر الجرح الباقي على الجلد والجمع ندب مثل شجرة وشجر وأنداب وندوب » والأدرة بضم الهمزة وسكون الدال المهملة وراء مفتوحة مرض تنتفخ منه الخصيتان وتكبران جدا لانصباب مادة أو ريح غليظ فيهما ورجل آدر بالمد كآدم به أدره.
إعراب القرآن وبيانه، ج ٨، ص : ٦٠
(٣٤) سورة سبإ
مكيّة وآياتها اربع وخمسون
[سورة سبإ (٣٤) : الآيات ١ الى ٦]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ