في قوله « يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل » فن يسمى القول بالموجب، وهو أن يخاطب المتكلم مخاطبا بكلام فيعمد المخاطب إلى كل كلمة مفردة من كلام المتكلم فيبني عليها من كلامه وما يوجب عكس معنى المتكلم لأن حقيقة القول بالموجب ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه فإن موجب قول
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ١٠٤
المنافقين الآنف الذكر في الآية إخراج الرسول المنافقين من المدينة وقد كان ذلك، ألا ترى أن اللّه تعالى قال على إثر ذلك :« و للّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون » ومن أمثلته قول ابن حجاج البغدادي :
قلت : ثقلت إذ أتيت مرارا قال : ثقلت كاهلي بالأيادي
قلت : طولت قال لي : بل تطو لت وأبرمت قال : حبل ودادي
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ١٠٥
(٦٤) سورة التغابن
مدنيّة وآياتها ثمانى عشرة
[سورة التغابن (٦٤) : الآيات ١ الى ٤]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤)
الإعراب :


الصفحة التالية
Icon