٤- وكرر القسم معطوفا بثم بقوله « ثم لترونها عين اليقين » تغليظا في التهديد، وزيادة في الوعيد.
٥- جعل الرؤية « عين اليقين » وخالصته مبالغة خاصة.
٦- كرر القسم معطوفا بثم بقوله « ثم لتسألن يومئذ عن النعيم » فإن قلت ما هو النعيم الذي يسأل عنه الإنسان ويعاتب عليه فما من أحد إلا له نعيم؟ قلت : هو نعيم المتبطلين المتبجحين الذين جنحوا إلى اللذات وأوضعوا في الآثام، واستنزفوا أوقاتهم باللهو والطرب ومنادح اللذة لا يبغون عنها بديلا ولا يقدمون شيئا لدنياهم وأخراهم، فأل في النعيم للاستغراق.
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥٧١
(١٠٣) سورة العصر
مكيّة وآياتها ثلاث
[سورة العصر (١٠٣) : الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَ الْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)اللغة :
(الْعَصْرِ) قال في القاموس « العصر مثلثة وبضمتين الدهر والجمع أعصار وعصور وأعصر وعصر والعصر اليوم والليلة والعشي إلى احمرار الشمس ويحرّك والغداة والحبس والرهط والعشيرة والمطر من المعصرات والمنع والعطية، عصره يعصره وبالتحريك الملجأ والمنجاة كالعصر بالضم » إلى آخر هذه المادة الطويلة فإن قلت ما المراد به هنا؟
قال ابن عباس : هو الدهر، أقسم به تعالى لما في مروره من أصناف العجائب وقال قتادة العصر العشي أقسم به كما أقسم بالضحى لما فيهما من دلائل القدرة وقيل العصر اليوم والليلة ومنه قول حميد بن ثور :
و لن يلبث العصران يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما
إعراب القرآن وبيانه، ج ١٠، ص : ٥٧٢