سورة البقرة
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣١
﴿الم﴾ أسماء مدلولها حروف المعجم، ولذلك نطق بها نطق حروف المعجم، وهي موقوفة الآخر، لا يقال إنها معربة لأنها لم يدخل عليها عامل فتعرب ولا يقال إنها مبنية لعدم سبب البناء، لكن أسماء حروف المعجم قابلة لتركيب العوامل عليها فتعرب، تقول هذه ألف حسنة ونظير سرد هذه الأسماء موقوفة، أسماء العدد، إذا عدّوا يقولون : واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة. وقد اختل الناس في المراد بها، وسنذكر اختلافهم إن شاء الله تعالى. ﴿ذَالِكَ﴾، ذا : إسم إشارة ثنائي الوضع لفظاً، ثلاثي الأصل، لا أحادي الوضع، وألفه ليست زائدة، خلافاً للكوفيين والسهيلي، بل ألفه منقبلة عن ياء، ولامه خلافاً لبعض البصريين في زعمه أنها منقلبة من واو من باب طويت وهو مبني. ويقال فيه : ذا وذائه وهو يدل على القرب، فإذا دخلت الكاف فقلت : ذاك دل على التوسط، فإذا أدخلت اللام فقلت : ذلك دل على البعد، وبعض النحويين رتبة المشار إليه عنده قرب وبعد فمتى كان مجرداً من اللام والكاف كان للقرب، ومتى كانتا فيه أو إحداهما كان للبعد، والكاف حرف خطاب تبين أحوال المخاطب من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث كما تبينها إذا كان ضميراً، وقالوا : ألك في معنى ذلك ؟ ولاسم الإشارة أحكام ذكرت في النحو. ﴿الْكِتَابُ﴾، يطلق بإزاء معان العقد المعروف بين العبد وسيده على مال مؤجل منجم للعتق ﴿وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾، وعلى الفرض ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَواةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا﴾، كتب
٣٢
عليكم القصاص} ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ وعلى الحكم، قاله الجوهري لأقضين بينكما بكتاب الله كتاب الله أحق وعلى القدر :
يا ابنة عمي كتاب الله أخرجنيعنكم وهل أمنعن الله ما فعلا
جزء : ١ رقم الصفحة : ٣٢
أي قدر الله وعلى مصدر كتبت تقول : كتبت كتاباً وكتباً، ومنه كتاب الله عليكم، وعلى المكتوب كالحساب بمعنى المحسوب، قال :
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةأتتك من الحجاج يتلى كتابها
﴿لا﴾ نافية، والنفي أحد أقسامها، وقد تقدمت. ﴿رَيْبَ﴾، الريب : الشك بتهمة راب حقق التهمة قال :
ليس في الحق يا أمية ريبإنما الريب ما يقول الكذوب
وحقيقة الريب قلق النفس : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الشك ريبة وإن الصدق طمأنينة ومنه : أنه مر بظني خافق فقال لا يربه أحد بشيء، وريب الدهر : صرفه وخطبه. ﴿فِيهِ﴾ : في للوعاء حقيقة أو مجاز، أو زيد للمصاحبة، وللتعليل، وللمقايسة، وللوافقة على، والباء مثل ذلك زيد في المسجد ﴿وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَواةٌ﴾ ﴿ادْخُلُوا فِى أُمَمٍ﴾ ﴿لَمَسَّكُمْ فِى مَآ أَفَضْتُمْ﴾، ﴿فِي الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَفِى الاخِرَةِ﴾ ﴿فِى جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ ﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾، أي يكثركم به. الهاء المتصلة بفي من فيه ضمير غائب مذكر مفرد، وقد يوصل بياء، وهي قراءة ابن كثير، وحكم هذه الهاء بالنسبة إلى الحركة والإسكان والاختلاس والإشباع في كتب النحو. ﴿هُدَى﴾، الهدى : مصدر هدي، وتقدم معنى الهداية، والهدي مذكر وبنو أسد يؤنثونه، يقولون : هذه هدي حسنة، قاله الفراء في كتاب المذكر والمؤنث. وقال ابن عطية : الهدي لفظ مؤنث، وقال اللحياني : هو مذكر. انتهى كلامه. قال ابن سيده : والهدي اسم من أسماء النهار، قال ابن مقبل :
حتى استبنت الهدى والبيد هاجمةيخضعن في الآل غلفاً أو يصلينا


الصفحة التالية
Icon