سورة الغاشية
مكية

بسم الله الرحمن الرحيم

جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٥٩
الضريع، قال أبو حنيفة وأظنه صاحب النبات، الضريع : الشبرق، وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحماً ولا لحماً، ومنه قول ابن عزارة الهذلي :
وحبسن في هزم الضريع فكلهاحدباء دامية اليدين حرود
وقال أبو ذؤيب :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوىوصار ضريعاً بان عنه النحائص
٤٦٠
وقال بعض اللغويين : يبيس العرفج إذا تحطم. وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج. وقال الخليل : نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر. النمارق : الوسائد، واحدها نمرقة بضم النون والراء وبكسرهما.
وقال زهير :
كهولاً وشباناً حساناً وجوههمعلى سرر مصفوفة ونمارق
الزرابي : بسط عراض فاخرة. وقال الفراء : هي الطنافس المخملة، وواحدها زريبة بكسر الزاي وبفتحها. سطحت الأرض : بسطت ووطئت.
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يومئذ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِن ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِى مِن جُوعٍ * وُجُوهٌ يومئذ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ * أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الابِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الارْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الاكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم﴾.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤٦٠
هي مكية. ولما ذكر فيما قبلها ﴿فَذَكِّرْ﴾، وذكر النار والآخرة، قال :﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾. والغاشية : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يوم القيامة، قاله سفيان والجمهور. وقال ابن جبير ومحمد بن كعب : النار، قال تعالى :﴿وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾. وقال :﴿وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾، فهي تغشى سكانها. وهذا الاستفهام توقيف، وفائدته تحريك نفس السامع إلى تلقي الخبر. وقيل : المعنى هل كان هذا من عملك لولا ما علمناك ؟ وفي هذا تعديد النعمة. وقيل : هل بمعنى قد. ﴿وُجُوهٌ يَوْمَاِذٍ﴾ : أي يوم إذ غشيت، والتنوين عوض من الجملة، ولم تتقدم جملة تصلح أن يكون التنوين عوضاً منها، لكن لما تقدّم لفظ الغاشية، وأل موصولة باسم الفاعل، فتنحل للتي غشيت، أي للداهية التي غشيت. فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها، وإلى الموصول الذي هو التي. ﴿خَاشِعَةٌ﴾ : ذليلة. ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾، قال ابن عباس والحسن وابن جبير وقتادة :﴿عَامِلَةٌ﴾ في النار، ﴿نَّاصِبَةٌ﴾ تعبة فيها لأنها تكبرت عن العمل في الدنيا. قيل. وعملها في النار جر السلاسل والأغلال، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقاؤها دائبة في صعود نار وهبوطها في حدور منها. وقال ابن عباس أيضاً وزيد بن أسلم وابن جبير : عاملة في الدنيا ناصبة فيها لأنها على غير هدى، فلا ثمرة لها إلا النصب وخاتمته النار ؛ والآية في القسيسين وعباد الأوثان وكل مجتهد في كفره. وقال عكرمة والسدي : عاملة ناصبة بالنصب على الذم، والجمهور برفعهما.


الصفحة التالية
Icon