وأما قوله:(إنه حكيم عليم)، فإنه يقول جل ثناؤه: إن الله في مجازاتهم على وصفهم الكذب وقيلهم الباطل عليه="حكيم"، في سائر تدبيره في خلقه="عليم"، بما يصلحهم، وبغير ذلك من أمورهم. (١)
* * *
القول في تأويل قوله :﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (١٤٠) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قد هلك هؤلاء المفترون على ربهم الكذبَ، (٢) العادلون به الأوثانَ والأصنام، الذين زين لهم شركاؤهم قتل أولادهم، وتحريم [ما أنعمت به] عليهم من أموالهم، (٣) فقتلوا طاعة لها أولادهم، وحرّموا ما أحل الله لهم وجعله لهم رزقًا من أنعامهم ="سفها"، منهم. يقول: فعلوا ما فعلوا من ذلكَ جهالة منهم بما لهم وعليهم، ونقصَ عقول، وضعفَ أحلام منهم، وقلة فهم بعاجل ضرّه وآجل مكروهه، من عظيم عقاب الله عليه لهم (٤) =(افتراء على الله)، يقول: تكذّبًا على الله وتخرصًا عليه الباطل (٥) =(قد ضلوا)، يقول: قد تركوا محجة الحق في فعلهم ذلك، وزالوا عن سواء السبيل (٦) =(وما كانوا مهتدين)،
(٢) انظر تفسير (( الخسار )) فيما سلف ١١ : ٣٢٤، تعليق : ٣، والمراجع هناك.
(٣) في المخطوطة والمطبوعة :(( وتحريم ما حرمت عليهم من أموالهم ))، وهو لا يطابق تفسير الآية بل يناقضه، ورجحت الصواب ما أثبت بين القوسين.
(٤) انظر تفسير (( السفه )) فيما سلف ١ : ٢٩٣ - ٢٩٥ / ٣ : ٩٠، ١٢٩ / ٦ : ٥٧
(٥) انظر تفسير (( الافتراء )) فيما سلف : ص : ١٤٦، تعليق : ١، والمراجع هناك. وكان في المطبوعة :(( تكذيبًا ))، والصواب ما في المخطوطة.
(٦) انظر تفسير (( الضلال )) فيما سلف من فهارس اللغة (( ضلل ))