* * *
* * *
* *
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الكهفالقول في تأويل قوله عز ذكره :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (١) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الحمد لله الذي خص برسالته محمدا وانتخبه لبلاغها عنه، فابتعثه إلى خلقه نبيا مرسلا وأنزل عليه كتابه قيما، ولم يجعل له عوجا.
وعنى بقوله عز ذكره:( قِيَمًا ) معتدلا مستقيما، وقيل: عنى به: أنه قيم على سائر الكتب يصدقها ويحفظها.
* ذكر من قال عنى به معتدلا مستقيما: حدثني علي بن داود، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله:( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ) يقول: أنزل الكتاب عدلا قيما، ولم يجعل له عوجا، فأخبر ابن عباس بقوله هذا مع بيانه معنى القيم أن القيم مؤخر بعد قوله، ولم يجعل له عوجا، ومعناه التقديم بمعنى: أنزل الكتاب على عبده قيما.
حدثت عن محمد بن زيد، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله( قيمًا ) قال: مستقيما.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ) : أي معتدلا لا اختلاف فيه.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله:( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ) قال: أنزل الله الكتاب قيما، ولم يجعل له عوجا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ).
قال: وفي بعض القراءات: " ولكن جعله قيما".
والصواب من القول في ذلك عندنا : ما قاله ابن عباس، ومن قال بقوله في ذلك، لدلالة قوله:( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ) فأخبر جل ثناؤه أنه أنزل الكتاب