إن علينا للهدى أي نبين لكم سبيل الهدى وسبيل الضلالة لا يصلاها لا يخلدها إلا الأشقى الذي كذب وتولى كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله وسيجنبها يجنب النار الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى يتقرب به إلى ربه تفسير الحسن إن هذا تطوع وما لأحد عنده من نعمة تجزى أي ليس يفعل ذلك لنعمة ل يجزى بها أحدا إلا ابتغاء أي ليس يفعل ذلك إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى الثواب في الجنة ويقال إنها نزلت في أبي بكر الصديق حين أعتق بلالا وستة معه
تفسير والضحى وهي مكية كلها بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الضحى
من آية إلى آية قوله والضحى يعني ضحى النهار وهو ضوؤه والليل إذا سجى إذا أظلم قال محمد وقيل سجى سكن وذلك عند تناهي ظلامه وركوده قال يحيى وهذا قسم ما ودعك ربك وما قلى وهي تقرأ على وجهين ودعك مثقلة و ودعك خفيفة فمن قرأها بالتثقيل يقول لم يودعك فيكون آخر الفراغ من الوحي ومن قرأها بالتخفيف يقول ما تركك ربك من أن ينزل عليك الوحي وذلك أن جبريل أبطأ عن النبي ﷺ بالوحي فقال المشركون قد ودعه ربه وأبغضه قوله وما قلى أي وما أبغضك وللآخرة خير لك من الأولى
يعني من الدنيا ولسوف يعطيك ربك في الجنة فترضى ألم يجدك يتيما فآوى قال محمد قال ابن عباس يقول وجدك يتيما عند أبي طالب فآواك إلى خديجة ووجدك ضالا فهدى كقوله وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا يعني القرآن ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ووجدك عائلا أي فقيرا فأغنى قال محمد جاء عن ابن عباس في قوله فأغنى أي فرضاك بما أعطاك من الرزق ذهب إلى غنى النفس ويقال عال الرجل إذا افتقر وأعال إذ كثر عياله فأما اليتيم فلا تقهر لا تقهره فتمنعه حقه الذي أمر الله به وأما السائل فلا تنهر أي لا تنهره إما أعطيته وإما رددته ردا لينا وأما بنعمة ربك بالقرآن فحدث قال محمد يقول بلغ ما أرسلت به وحدث بالنبوة وهي أجل وهو معنى قول يحيى


الصفحة التالية
Icon