ليغفر لكم ذنوبكم إن آمنتم ويؤخركم إلى أجل مسمى يعني إلى آجالهم بغير عذاب فلا يكون موتهم بالعذاب قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا أي لا يوحى إليكم فأتونا بسلطان مبين بحجة بينة ولكن الله يمن على من يشاء من عباده بالنبوة فيوحي إليه وقد هدانا سبلنا يعنون سبل الهدى ولنصبرن على ما آذيتمونا يعنون قولهم للأنبياء إنكم سحرة وإنكم كاذبون فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين وهذا حيث أذن الله للرسل فدعوا عليهم فاستجاب لهم ولنسكننكم الأرض من بعدهم أي من بعد إهلاكهم ذلك لمن خاف مقامي يعني المقام بين يدي الله للحساب سورة إبراهيم من الآية إلى الآية واستفتحوا يعني الرسل أي دعوا على قومهم حين استيقنوا أنهم لا يؤمنون قال محمد معنى استفتحوا سألوا الله أن يفتح لهم أي ينصرهم وكل نصر هو فتح وهو معنى قول يحيى
وخاب أي خسر كل جبار عنيد الجبار المتكبر والعنيد المجانب للقصد من ورائه جهنم أي من بعد هذا العذاب الذي كان في الدنيا جهنم أي عذاب جهنم وقد قيل من ورائه أي من أمامه ويسقى من ماء صديد الصديد ما يسيل من جلود أهل النار من القيح والدم يتجرعه ولا يكاد يسيغه من كراهيته له وهو يسيغه لابد له منه فتتقطع أمعاؤه قال محمد معنى يسيغه يبتلعه ويأتيه الموت من كل مكان وهي النار ولكن الله قضى عليهم ألا يموتوا هذا تفسير الحسن ومن ورائه عذاب غليظ كقوله فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الرياح في يوم عاصف يعني مما عملوا من حسن على سييء في الآخرة قد جوزوا به في الدنيا ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق أي يصير الأمر إلى البعث والحساب والجنة والنار إن يشأ يذهبكم يستأصلكم بالعذاب ويأت بخلق جديد أي آخرين وما ذلك على الله بعزيز أي لا يشق عليه سورة إبراهيم من الآية إلى الآية


الصفحة التالية
Icon