و مقنعي رءوسهم أي رافعيها لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم أي يديمون النظر قال محمد طرفهم يعني نظرهم وأصل الكلمة من قولهم طرف الرجل يطرف طرفا إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر فسمي النظر طرفا لأنه به يكون ومنه قول الشاعر يذكر سهيلا النجم في السماء وشبه اضطرابه بطرف العين أراقب لمحا من سهيل كأنه إذا ما بدا في دجنة الليل يطرف قوله عز وجل وأفئدتهم هواء بين الصدر والحلق فلا تخرج من الحلق ولا ترجع إلى الصدر يعني قلوب الكفار هذا تفسير السدي قال محمد وجاء عن ابن عباس هواء أي خالية من كل خير وقال أبو عبيدة وكذلك كل شيء أجوف خاو فهو عند العرب هواء وأنشد غيره كأن الرحل منها فوق صعل من الظلمان جؤجؤه هواء يقول ليس لعظمه مخ سورة إبراهيم من الآية إلى الآية
قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب أي أنذرهم ذلك اليوم ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك سألوا الرجعة إلى الدنيا حتى يؤمنوا قال الله أولم تكونوا أقسمتم من قبل أي في الدنيا ما لكم من زوال من الدنيا إلى الآخرة ثم انقطع الكلام ثم قال للذين بعث فيهم محمد وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم بشركهم يعني من أهلك من الأمم السابقة وتبين لكم كيف فعلنا بهم كيف أهلكناهم يخوفهم بذلك وضربنا لكم الأمثال يعني وصفنا لكم عذاب الأمم الخالية يخوف كفار مكة وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم أي محفوظ لهم حتى يجازيهم به وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وهي في مصحف ابن مسعود وما كان مكرهم لتزول منه الجبال تفسير الكلبي قال إن نمروذ الذي بنى الصرح ببابل أراد أن يعلم علم السماء فعمد إلى تابوت فجعل فيه غلاما ثم عمد إلى نسور أربعة فأجاعها ثم ربط كل نسر بقائمة من قوائم التابوت