الجامع لاحكام القران لابي عبد الله محمد بن احمد الانصاري القرطبي الجزء الثاني عشر أعاد طبعه دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان ١٤٠٥ ه ١٩٨٥ م
بسم الله الرحمن الرحيم تفسير سورة الحج وهي مكية، سوى ثلاث أيات: قوله تعالى: " هذان خصمان " (١) [ الحج: ١٩ ] إلى تمام ثلاث آيات، قاله ابن عباس ومجاهد.
وعن ابن عباس أيضا (أنهن أربع آيات)، قوله " عذاب الحريق ".
[ الحج: ٢٢ ] وقال الضحاك وابن عباس أيضا: (هي مدنية) - وقاله قتادة - إلا أربع آيات: " وما أرسلنا (١) من قبلك من رسول ولا نبي " [ الحج: ٥٢ ] إلى " عذاب يوم عقيم " [ الحج: ٥٥ ] فهن مكيات.
وعد النقاش ما نزل بالمدينة عشر آيات.
وقال الجمهور: السورة مختلطة، منها مكي ومنها مدني.
وهذا هو الاصح، لان الآيات تقتضي ذلك، لان " يأيها الناس " مكي، (١) و " يأيها الذين آمنوا " مدني.
الغزنوي: وهي من أعاجيب السور، نزلت ليلا ونهارا، سفرا وحضرا، مكيا ومدنيا، سلميا وحربيا، ناسخا ومنسوخا، محكما ومتشابها، مختلف العدد.
قلت: وجاء في فضلها ما رواه الترمذي وأبو داود والدارقطني عن عقبة بن عامر قال قلت: يا رسول الله، فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين ؟ قال: (نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما).
لفظ الترمذي.
وقال: هذا حديث حسن ليس إسناده بالقوي.
واختلف أهل العلم في هذا، فروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وابن عمر
أنهما قالا: " فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين ".
وبه يقول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق.
ورأى بعضهم أن فيها سجده واحدة، وهو قول سفيان الثوري.
روى الدارقطني عن عبد الله بن ثعلبة قال: رأيت عمر بن الخطاب سجد في الحج سجدتين، قلت في الصبح ؟ قال في الصبح.
(٢) يعنى غالبه مكى.
(*)