١٧ - ﴿يُوزَعُونَ﴾ يساقون، أو يدفعون، أو يدفع أخراهم ويوقف أولاهم، أو يسحبون، أويجمعون، أو يحبسون، أو يُمْنعون، وَزَعه عن الظلم: منعه منه، وقالوا لا بد للسلطان من وَزْعه: أي من يمنع الناس عنه، وقال عثمان: ما وزع الله بالسلطان أكثر مما وزع بالقرآن، والمراد بهذا المنع أن يرد أولهم على آخرهم ليجتمعوا ولا يتفرقوا.
١٨ - ﴿وَادِ النَّمْلِ﴾ بالشام، وكان للنملة جناحان فعلم منطقها لأنها من الطير ولولا ذلك لما علمه، قاله الشعبي. ﴿يَحْطِمَنًّكُمْ﴾ يهلكنكم ﴿وَهُمْ﴾ والنمل ﴿لا يشعرون﴾ بسليمان وجهوه، أو سليمان وجنوده لا يشعرون بهلاك النمل، قيل سمع كلامها من ثلاثة أميال حملته الريح إليه. وسميت نملة لتنملها، وهو كثرة حركتها وقلة قرارها.
١٩ - ﴿تبسم﴾ من حذرها بالمبادرة أو من ثنائها عليه، أومن إستبقائها النمل قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما! فوقف سليمان وجنوده حتى دخل النمل مساكنه. ﴿أَوْزِعْنِى﴾ ألهمني، أو اجعلني " ع "، أو حرضني ﴿أّنْ أَشْكُرَ﴾ سبب شكره علمه بمنطق الطير حتى فهم قولها أو حمل الريح صوتها إليه حتى سمعه من ثلاثة أميال فأمكنه الكف. ﴿صَالِحاً﴾ شكر ما أنعم عليه به. ﴿بِرَحْمَتِكَ﴾ بنبوتك، أو بمعونتك التي أنعمت بها عليّ ﴿فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ الأنبياء، أو الجنة التي هي دار الأولياء. ﴿وَتَفَقَّدَ الطير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنّه عذاباً شديداً أو لأذبحنّه أو ليأتينّى بسلطان مبينٍ﴾
٢٠ - ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ كان إذا سافر أظله الطير من الشمس، فلما غاب الهدهد / [١٣٠ / ب] أتت الشمس من مكانه وكانت الأرض للهدهد كالزجاج يرى ما تحتها