ويأتيه في مثل صورة الرجل يكلمه (١) وثبت أنه أنزل على سبعة أحرف (٢).

(١) أي: ويأتيه جبريل بالوحي، أحيانا، في مثل صورة الرجل، فيكلمه جبريل به، وفي الصحيح، «وأحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني فأعي ما يقول»، زاد أبو عوانة، «وهو أهونه علي» وأحيانا ينفث في روعه نفثا، كما رواه الحاكم وغيره: «أن روح القدس نفث في روعي».
(٢) أي: وثبت عن النبي - ﷺ - من غير وجه: أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، من حديث أنس، وأبي وحذيفة وغيرهم أكثر من عشرين صحابيا قال أبو عبيدة وغيره: تواتر عن رسول الله - ﷺ - أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ومر عمر بهشام بن حكيم، وهو يقرأ سورة الفرقان، فانطلق به إلى رسول الله - ﷺ - فقال: سمعته يقرؤها على حروف لم تقرئنيها فقال له: اقرأها ثم قال لعمر: اقرأها وقال لكل واحد منهما، هكذا أنزلت ثم قال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه.
قال الشيخ: ولا نزاع بين العلماء المعتبرين، أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي - ﷺ - أن القرآن أنزل عليها ليست هي قراءات السبعة أو تمام العشرة أو غير ذلك، كقول السلف إنها حرف من الأحرف السبعة، وليست هي مجموعها، وقيل: مجموع الأحرف السبعة، وهم مجمعون على أن الأحرف السبعة، لا يخالف بعضها بعضا، خلافا يتضاد فيه المعنى.


الصفحة التالية
Icon