وقوله: (أليس منكم رجل رشيد)، يقول: أليس منكم رجل ذو رُشد، ينهى من أراد ركوبَ الفاحشة من ضيفي، فيحول بينهم وبين ذلك؟ (١) كما:-
١٨٣٨٤- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: (فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد)، أي رجل يعرف الحقَّ وينهى عن المنكر؟
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (٧٩) ﴾
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قال قوم لوط للوط: (لقد علمت)، يا لوط (ما لنا في بناتك من حق)، لأنهن لَسْنَ لنا أزواجًا، (٢) كما:-
١٨٣٨٥- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: (قالوا: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق)، أي من أزواج = (وإنك تعلم ما نريد).
* * *
وقوله: (وإنك لتعلم ما نريد)، يقول: قالوا: وإنك يا لوط لتعلم أنَّ حاجتنا في غير بناتك، وأن الذي نُريد هو ما تنهانَا عنه.
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* * *
*ذكر من قال ذلك:
١٨٣٨٦- حدثني موسى قال، حدثنا عمرو قال، حدثنا أسباط، عن
(٢) في المطبوعة والمخطوطة: " ليس لنا أزواجا "، والصواب ما أثبت.