قوله تعالى :﴿ يس ﴾ فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.
الثاني : أنه اسم من أسماء الله تعالى أقسم به، قاله ابن عباس.
الثالث : أنه فواتح من كلام الله تعالى افتتح به كلامه، قاله مجاهد.
الرابع : أنه : يا محمد، قاله محمد بن الحنفية، وروى علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّانِي في القُرآنِ بِسَبْعَةِ أَسْمَاءَ : مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَطه وَيس وَالمُزَّمِّلِ وَالْمُدَّثِّرِ وَعَبدَ اللَّهِ
». الخامس : أنه يا إنسان : قاله الحسن، وعكرمة، والضحاك، وسعيد ابن جبير. ثم اختلفوا فيه فقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بلغة الحبشة. وحكى الكلبي أنه بالسريانية وقال الشعبي : هو بلغة طيىء. وقال آخرون : هي بلغة كلب.
ويحتمل سادساً : يئس من كذب رسول الله ﷺ أن يكون مؤمناً بالله، نفياً للإيمان أن يكون إلا بالشهادتين، واليأس أبلغ في النفي من جميع ألفاظه، ثم أثبت رسالته بقسَمه فقال :
﴿ وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : على شريعة واضحة.
الثاني : على حجة بينة.
قوله تعالى :﴿ لِّتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنهم قريش أنذروا بنبوة محمد ﷺ ولم ينذر آباؤهم من قبلهم، قاله قتادة.
الثاني : أنه عام ومعناه لتنذر قوماً كما أنذر آباؤهم، قاله السدي. ﴿ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴾ يحتمل وجهين
: أحدهما : عن قبول الإِنذار. الثاني : عن استحقاق العذاب.
قوله تعالى :﴿ لَقَدْ حَقَّ الْقَولُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : معناه لقد وجب العذاب على أكثرهم، قاله السدي.
الثاني : لقد سبق علم الله في أكثرهم، قاله الضحاك.
وفي هذا القول الذي حق عليهم وجهان :
أحدهما : أنه الوعيد الذي أوجبه الله تعالى عليهم من العذاب.
الثاني : أنه الإِخبار عنهم بأنهم لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.
﴿ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ يعني الأكثرية الذين حق القول عليهم، وهم الذين عاندوا رسول الله ﷺ من كفار قريش، وأكثرهم لم يؤمنوا فكان المخبر كالخبر.