بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

[ مقدمة ]
الحمدُ للهِ الذي أنزَلَ الكتابَ : تِبياناً لِكُلِّ شَيءٍ وهُدى.
وأَشهدُ أن لا إِلهَ إلاَّ الله الحَقّ الْمُبين.
وأَشهدُ أنَّ محمداً عَبدُهُ ورَسولُهُ، الصَّادقُ الأَمينُ ؛ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وأَصحابِهِ والتَّابعينَ، وسَلَّمَ تَسليماً كَثيراً.
أَمَّا بَعدُ : فَهذهِ مُقدِّمَةٌ في التَّفسيرِ : تُعينُ على فَهمِ القُرآنِ العَظيمِ الجديرِ بأنْ تُصرَفَ لَهُ الهِمَمَ، ففيهِ الهُدى والنُّورُ، ومَن أَخَذَ بِهِ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ.
البابُ الأَوَّلُ : تَنزيلُ القُرآنِ
[ الفَصلُ الأَوَّلُ : مَذهَبُ السَّلَفِ ]
أَجمَعوا على أنَّ القُرآنَ :
١ـ كلامُ اللهِ حَقيقَةً.
٢ـ مُنَزَّلٌ غَيرُ مَخلوقٍ.
٣ـ سَمِعَهُ جِبريلٌ مِن اللهِ، وَسَمِعَهُ مُحمَّدٌ مِن جِبريلَ، وسَمِعَهُ الصَّحابَةُ مِن مُحمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلِّم.
٤ـ وَهُوَ الذي نَتلُوهُ بِأَلسِنَتِنا، وفِيما بَينَ الدَّفتَينِ، وما في الصَّدورِ ؛ مَسموعاً ومَكتوباً ومَحفوظاً.
٥ـ وكُلُّ حَرفٍ مِنهُ - كالباءِ والتَّاءِ - : كلامُ اللهِ غيرُ مَخلوقٍ ؛ مِنهُ بَدَأَ وإليهِ يَعودُ.
٦ـ وهُو كلامُ اللهِ : حُروفُهُ ومَعانيهِ ؛ ليسَ الحروفُ دونَ الْمَعاني، وَلا الْمَعانِي دُونَ الحروفِ.


الصفحة التالية
Icon