ص : ٤٩٥
سورة النجم

بسم اللّه الرحمن الرحيم

[سورة النجم (٥٣) : آية ٨]
ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨)
كأن الشيخ «١» فهم من الآية : أن الذي دنا فتدلى، فكان من محمد صلّى اللّه عليه وسلّم قاب قوسين أو أدني- هو اللّه عز وجل. وهذا، وإن كان قد قاله جماعة من المفسرين- فالصحيح : أن ذلك هو جبريل عليه السلام. فهو الموصوف بما ذكر من أول السورة إلى قوله : ٥٣ : ١٣، ١٤ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى هكذا فسره النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصحيح.
قالت عائشة رضي اللّه عنها :«سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذه الآية؟
فقال : ذاك جبريل، لم أره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين»
.
ولفظ القرآن لا يدل على غير ذلك من وجوه.
أحدها : أنه قال :«عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى » وهذا جبريل الذي وصفه بالقوة في سورة التكوير فقال : ٨١ : ١٩، ٢٠ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ.
(١) هو أبو إسماعيل عبد اللّه بن محمد الهروي.


الصفحة التالية
Icon