أخبرنا أبو سعيد بن أبي بكر الوراق. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا يونس قال: حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن أبان بن لقيط، عن قرظة بن حسان قال: سمعت أبا موسى في يوم جمعة على منبر البصرة يقول: سئل رسول الله ﷺ عن الساعة وأنا شاهد، فقال: لا يعلمها إلا الله، لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين يديها إن بين يديها ردماً من الفتن وهرجاً فقيل: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: هو بلسان الحبشة القتل، وأن تحصر قلوب الناس، وأن يلقى بينهم التناكر فلا يكاد أحداً يعرف أحداً، ويرفع ذوو الحجى، وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً.
قوله تعالى (قُل لّا أَملِكُ لِنَفسي نَفعاً وَلا ضَرّاً) الآية. قال الكلبي: إن أهل مكة قالوا: يا محمد ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح، وبالأرض التي يريد أن تجدب فترحل عنها إلى ما قد أخصب، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى (هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدةٍ) إلى قوله تعالى (وَهُم يُخلَقونَ) قال مجاهد: كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد، فقال لهما الشيطان: إذا ولد لكما ولد، فسمياه عبد الحرث، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحرث ففعلا، فذلك قوله تعالى (فَلَمّا أَتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُركاءَ) الآية.
قوله تعالى (وَإذا قُريءَ القُرآَنُ فَاِستَمِعوا لَهُ وَأَنصِتوا). أخبرنا أبو منصور المنصوري قال: أخبرنا عبد الله بن عامر قال: حدثني زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة في هذه الآية (وإِذا قُريءَ القُرآَنُ) قال: نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله ﷺ في الصلاة.
وقال قتادة: كانوا يتكلمون في صلاتهم في أول ما فرضت، كان الرجل يجيء فيقول لصاحبه: كم صليتم؟ فيقول كذا وكذا، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الزهري: نزلت في فتى من الأنصار كان رسول الله عليه الصلاة والسلام كلما قرأ شيئاً قرأ هو، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن عباس: إن رسول الله ﷺ قرأ في الصلاة المكتوبة، وقرأ أصحابه وراءه رافعين أصواتهم، فخلطوا عليه، فنزلت هذه الآية.
وقال سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء وعمرو بن دينار وجماعة: نزلت في الإنصات للإمام في الخطبة يوم الجمعة.
سورة الأنفال
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى (يَسئَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ للهِ وَالرَسولِ) الآية. أخبرنا أبو سعد النضروي قال: أخبرنا أبو بكر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفي، عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان يسمى ذا الكثيفة، فأتيت به النبي ﷺ قال: اذهب فاطرحه في القبض، قال: فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي، فما جاوزت إلا قريباً حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذهب فخذ سيفك.
وقال عكرمة عن ابن عباس: لما كان يوم بدر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا، فذهب شباب الرجال وجلس الشيوخ تحت الرايات، فلما كانت الغنيمة جاء الشباب يطلبون نفلهم، فقال الشيوخ: لا تستأثروا علينا فإنا كنا تحت الرايات ولو انهزمتم كنا لكم ردءاً، فأنزل الله تعالى (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ) فقسمها بينهما بالسواء.


الصفحة التالية
Icon