قوله تعالى (وَإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا) الآية. قال مجاهد: نزلت في مشركي مكة. قال مقاتل: وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى. وقال الكلبي: نزلت في المستهزئين قالوا: يا محمد ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألك.
سورة هود
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قوله تعالى (أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم) الآية. نزلت في الأخنس بن شريق، وكان رجلاً حلو الكلام حلو المنظر، يلقى رسول الله ﷺ بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره. وقال الكلبي: كان يجالس النبي ﷺ يظهر له أمراً يسره ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر، فأنزل الله تعالى (أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم) يقول يكنون ما في صدورهم من العداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى (وَأَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ) الآية. أخبرنا الأستاذ أبو منصور البغدادي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها، وأنا هذا فاقض في ما شئت، قال: فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه فتلا عليه هذه الآية، فقال رجل: يا رسول الله هذا له خاصة؟ قال: لا بل للناس كافة. رواه مسلم عن يحيى. ورواه البخاري من طريق يزيد بن زريع.
وأخبرنا عمر بن أبي عمر، أخبرنا محمد بن مكي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، حدثنا بشر بن يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود، أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له، فأنزل الله تعالى هذه الآية (أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ) إلى آخر الآية، فقال الرجل: ألي هذه؟ قال: لمن عمل بها من أمتي.
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل قال: حدثنا محمد بن يعقوب الأموي قال: حدثنا العباس الدوري، حدثنا أحمد بن حنبل المروزي قال: حدثنا ابن المبارك قال: حدثنا سويد قال: أخبرنا عثمان بن مؤمن، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر بن عمرو قال: أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي ﷺ في بعث، فقالت بعني بدرهم تمراً، قال: فأعجبتني، فقلت: إن في البيت تمراً هو أطيب من هذا فالحقيني، فغمزتها وقبلتها، فأتيت النبي ﷺ فقصصت عليه الأمر، فقال: خنت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بهذا، وأطرق عني فظننت أني من أهل النار، وأن الله لا يغفر لي أبداً، وأنزل الله تعالى (أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ) الآية. فأرسل إلي النبي ﷺ فتلاها علي.


الصفحة التالية
Icon