أخبرنا عبد العزيز بن عبدان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين السكوني، أخبرنا عبيد بن كثير العامري، أخبرنا عباد بن يعقوب، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا إسرائيل، أخبرنا عمار بن معاوية عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله قال: نزلت هذه الآية (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَّهُ مَخرَجاً وَيَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسبُ) في رجل من أشجع كان فقيراً خفيف ذات اليد كثير العيال، فأتى رسول الله ﷺ فسأله فقال: اتق الله واصبر، فرجع إلى أصحابه فقالوا: ما أعطاك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أعطاني شيئاً، قال: اتق الله واصبر، فلم يلبث إلا يسيراً حتى جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه، فأتى رسول الله ﷺ فسأله عنها وأخبره خبرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكها.
قوله تعالى (وَاللائي يَئِسنَ مِنَ المَحيضِ مِن نِّسائِكُم) قال مقاتل: لما نزلت (وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ) الآية. قال خلاد بن النعمان بن قيس الأنصاري: يا رسول الله فما عدة التي لا تحيض، وعدة التي لم تحض، وعدة الحبلى؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو إسحاق المقرئ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون، أخبرنا مكي بن عبدان قال: أخبرنا أبو الأزهر، أخبرنا أسباط بن محمد عن مطرف، عن أبي عثمان عمرو بن سالم قال: لما نزلت عدة النساء في سورة البقرة في المطلقة والمتوفى عنها زوجها قال أبي بن كعب: يا رسول الله إن نساء من أهل المدينة يقلن قد بقي من النساء من لم يذكر فيها شيء، قال: وما هو؟ قال: الصغار والكبار وذوات الحمل، فنزلت هذه الآية (وَاللائي يَئِسنَ) إلى آخرها.
سورة التحريم
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قوله عز وجل (يا أَيُّها النَبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) الآية. أخبرنا محمد بن منصور الطوسي، أخبرنا علي بن عمر بن مهدي، أخبرنا الحسين بن إسماعيل العاملي، أخبرنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني إسحاق بن محمد، أخبرنا عبد الله بن عمر، قال حدثني أبو النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن علي بن عباس، عن ابن عباس، عن عمر قال: دخل رسول الله ﷺ بأم ولده مارية في بيت حفصة فوجدته حفصة معها، فقالت: لم تدخلها بيتي؟ ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك، فقال لها: لا تذكري هذا لعائشة، هي علي حرام إن قربتها، قالت حفصة: وكيف تحرم عليك وهي جاريتك، فحلف لها لا يقربها وقال لها: لا تذكريه لأحد، فذكرته لعائشة، فأبى أن يدخل على نسائه شهراً واعتزلهن تسعاً وعشرين ليلة، فأنزل الله تبارك وتعالى (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) الآية.
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر، أخبرنا جعفر بن الحسن الفريابي، أخبرنا منجاب بن الحارث، أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب الحلواء والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس، فعرفت فسألت عن ذلك، فقيل لي: أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل، فسقت منه النبي ﷺ شربة، قلت: أما والله لنحتال له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، إذا دخل عليك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفية ذلك، قالت تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فكدت أن أبادئه بما أمرتني به، فلما دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال لا، قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: سقتني حفصة شربة عسل، فقالت: جرست نحله العرفط، قالت: فلما دخل علي قلت له مثل ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله أسقيك منه؟ قال: لا حاجة لي فيه، تقول سودة: سبحان الله لقد حرمناه، قالت لها: اسكتي. رواه البخاري عن فرقد، ورواه مسلم عن سويد بن سعيد، كلاهما عن علي بن مسهر.