بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (وَالسَماءِ وَالطارِقِ وَما أَدراكَ ما الطارِقُ النَجمُ الثاقِبُ) نزلت في أبي طالب، وذلك أنه أتى النبي ﷺ بخبز ولبن، فبينما هو جالس إذ انحط نجم فامتلأ ما ثم ناراً، ففزع أبو طالب وقال: أي شيء هذا؟ فقال: هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله، فعجب أبو طالب، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
سورة والليل
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. حدثنا أبو معمر بن إسماعيل الإسماعيلي إملاء بجرجان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، أخبرنا علي بن الحسن بن هارون، أخبرنا العباس بن عبد الله الترقفي، أخبرنا حفص بن عمر، أخبرنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال، وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل الرجل من نخلته حتى يأخذ التمرة من فمهم، فإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج التمرة من فيه، فشكا الرجل ذلك إلى النبي ﷺ وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب، ولقي صاحب النخلة وقال: تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة، فقال له الرجل: إن لي نخلاً كثيراً وما فيها نخلة أعجب إلي ثمرة منها، ثم ذهب الرجل فلقي رجلاً هو ابن الدحداح كان يسمع الكلام من رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها؟ قال: نعم، فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة فساومها منه فقال له: أشعرت أن محمداً أعطاني بها نخلة في الجنة؟ فقلت: يعجبني ثمرها، فقال له الآخر: أتريد بيعها؟ قال: لا إلا أن أعطى بها ما لا أظنه أعطي، قال: فما مناك؟ قال: أربعون نخلة، قال له الرجل: لقد جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة، ثم سكت عنه، فقال له: أنا أعطيك أربعين نخلة، فقال له: أشهد لي إن كنت صادقاً، فمر ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة، ثم ذهب إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي فهي لك، فذهب رسول الله ﷺ إلى صاحب الدار فقال: إن النخلة لك ولعيالك، فأنزل الله تبارك وتعالى (وَالَليلِ إِذا يَغشى وَالنَهارِ إِذا تَجَلّى وَما خَلَقَ الذَكَرَ وَالأُنثى إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّى).
أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا الوليد بن أبان، أخبرنا محمد بن إدريس، أخبرنا منصور بن مزاحم، أخبرنا ابن أبي الوضاح، عن يونس، عن ابن إسحاق، عن عبد الله، أن أبا بكر اشترى بلالاً من أمية بن خلف ببردة وعشر أواق، فأعتقه، فأنزل الله تبارك وتعالى (وَالَليلِ إِذا يَغشى) إلى قوله (إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّى) سعي أبي بكر وأمية وأبي بن خلف.
قوله تعالى (فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى وَصَدَقَ بِالحُسنى) الآيات. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، أخبرنا جعفر بن محمد بن شاكر، أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان الثوري، عن منصور والأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار، قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل؟ قال: اعملوا فكل ميسر. ثم قرأ (فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى وَصَدَّقَ بِالحُسنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى) رواه البخاري عن أبي نعيم عن الأعمش، ورواه مسلم عن أبي زهير بن حرب عن جرير عن منصور، أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، أخبرنا أحمد بن أيوب، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الله، عن ابن أبي عتيق، عن عامر بن عبد الله، عن بعض أهله، قال أبو قحافة لابنه أبي بكر: يا بني أراك تعتق رقاباً ضعافاً، فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلدة يمنعونك ويقومون دونك، فقال أبو بكر: يا أبت إني إنما أريد ما أريد، قال: فتحدث ما أنزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قاله أبوه (فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى وَصَدَّقَ بِالحُسنى) إلى آخر السورة.