فإن لقي هذه الهاء ساكن، فإن ابن كثير يختلس حركتها كغيره، وإذا وقفوا على هذه الهاء فكلهم سكنها إلا من يرى الروم والأشمام.
فصل
وانفرد حفص بضم الهاء في موضعين، ضمة مختلسة: أحدهما: في " الكهف " (وَما أنسانِيهُ إِلاّ الشَيطان) والآخر: في " الفتح " (بما عاهد عليه الله).
باب المد والقصر
قرا الحرميان إلا ورشا وأبو عمرو بإشباع المد في حروف المد واللين إذا كانت مع الهمزة في كلمة واحدة نحو: (أَولئك) و (الملائكة) و (الخائفين) وما أشبه ذلك. ويترك مدهن إلا بمقدار ما فيهن من المد واللين إذا لم تكن مع الهمزة في كلمة واحدة نحو: (وما لنا أَلا نتوكل) (وقالوا أمنا) (وفي أنفسكم) ونحو ذلك. لا يمدون كلمة لأخرى. الباقون بالمد المشبع في ذلك كله من غير اعتبار كلمة أو كلمتين وأطولهم مدا حمزة وورش.
فصل
وكان ورش يشبع المد في حروف المد واللين الواقعة بعد الهمزة نحو: (أمنّا) (وآدم) (وأَويناهما) (والسيئات) (وأوتينا العلم) (وإيتاء الزكاة) (والموؤدة) (وإسرائيل) وما أشبه ذلك.
؟باب اختلافهم في الهمزتين من كلمة واحدة أما المفتوحتان نحو: (أأنذرتهم) و (أأنت قلت للناس) و (أأشفقتم) فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بتحقيق الأولى، وتليين الثانية، فتصير كالمدة في اللفظ.
غير أن أبا عمرو وقالون وهشاما أطولهم مدا فيها، لأنهم يدخلون بينهما ألفا.
الباقون: بتحقيقهما جميعا في القرآن كله.
فأما قوله: (أأعجمي و (أألهتنا خير) و (أأذهبتم) و (أإن كان ذا مال) فإنا نذكرها في مواضعها إن شاء الله.
وأما المفتوحة والمكسورة كقوله: (أإلهٌ مع الله) (أإن ذكرتم) (أإذا كنا) ونحو ذلك.
فقرأ الحرميان وابو عمرو وقالون بتحقيق الأولى، وجعلوا الثانية كالياء المختلسة الكسرة غير أن أبا عمرو وقالون يمدان الهمزة الأولى لأنهما يدخلان بينهما ألفا كما تقدم في المفتوحتين.
الباقون: بتحقيق الهمزتين من غير مد في ذلك كله، إلا أن هشاما خالف أصله في سبعة مواضع من هذا الفصل منها: في " الأعراف " موضعان: (أإنكم لتأتون) (أإِن لنا لأجراً).
وفي " مريم " :(أإذا ما مت).
وفي " الشعراء " :(أإن لنا لأجراً).
وفي " الصافات " موضعان: (أإنك لَمن المُصدّقين) (أإفكاً آَلهة).
فقرأ في هذه الستة المواضع بهمزتين محققتين بينهما مدة، والموضع السابع في " حم السجدة " :(أإنكم لتكفرون) قرأه بهمزة واحدة ممدودة بعدها كالياء المختلسة الكسرة مثل أبي عمرو. طوخالف ابن ذكوان أصله في موضع واحد قوله: (إذا ما مت) في مريم فقرأه بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
وخالف نافع وحفص أصيلهما في موضعين في " الأعراف " :(إنكم لتأتون الرجال) (إنَّ لنا لأجراً) فقرأهما بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
وخالف ابن كثير أصله في موضعين أيضا أحدهما: في " الأعراف " (إنكم لتأتون الرجال) (إنّ لنا لأجراً) فقرأهما بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
وخالف ابن كثير أصله في موضعين أيضا أحدهما: في " الأعراف " (إنّ لنا لأجراً) والآخر في " يوسف " (إنك لأنت يوسف) فقرأهما بهمزة واحدة مكسورة على الخبر.
وأما المفتوحة والمضمومة كقوله: (أؤُنبِئكُم)ن في " آل عمران " (أأنزل عليه الذكر) في " ص " (أَأَلقي الذكر عليه) في " القمر " ليس في القرآن غيرها.
فقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الأولى وجعلوا الثانية كالواو المختلسة الضمة من غير مد.
الباقون: بتحقيق الهمزتين من غير مد في الثلاثة، إلا أن هشاما قرأ في " ص " و " القمر " : بتحقيق الأولى، وتليين الثانية وأدخل بينهما مدة.
فصل
وأما قوله في " الأنعام " (آلذكرين) في الموضعين، وفي " يونس " (آلآن) في الموضعين وفيهما (قل الله آذن لكم) وفي " النمل " (اللَهُ خَيرُ).
فكلهم يقرأ في هذه الستة بهمزة مفتوحة بعد مدة إلا أن ورشا نقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة التي قبلها في قوله: (قل الذكرين) في الموضعين، وقوله: (قل اللَهُ) فيحركها بحركتها، ويسقط الهمزة، فيلفظ بمد يسير من غير همز في هذه الثلاثة.
باب اختلافهم في الهمزتين من كلمتين
أما المتفقتا الحركتين نحو: (جاء أحدهم) و (تلقاء أصحاب) و (هؤلاء إن كنتم) و (مِنَ النِساءِ إِلا) و (أَولياءُ أُولئك).