أجمعوا على الفتح في الأفعال الثلاثية من ذوات الواو نحو: دعا عفا ونجا وما أشبه ذلك حيث وقع إلا أربعة أفعال منها وهي: (دحاها) و (طحاها) و (تلاها) و (سجا) فإن الكسائي أمالها، وكذلك الأسماء الثلاثية من ذوات الواو. وأجمعوا أيضا على فتحها نحو: (الصفا) و (عصاه) و (شفا جرف) وما أشبهه إلا ثلاثة أحرف منها: (الربا) و (الضحى) حيث وقعا نكرتين أو معرفتين، والثالث قوله: (أو كِلاهُما) في سبحان فإن الأخوين أمالا هذه الثلاثة، وكذلك أمالا كل ألف منقلبة من ياء أو في حكم المنقلب في الأفعال والأسماء. فالأفعال نحو: (أَتى) و (سعى) و (كفى) و (هداكم) و (قد نرى) و (يسعى) و (يرضى) و (ثم توفى) و (لا يلقاها) و (حتى نؤتى مِثلَ) و (تولى) و (تغشاها) و (يتوفاهن المَوت) و (تتلقاهُم) و (تتجافى) و (ما ولاهم) و (إِني أَراك) و (كيف أَسى) و (اِستسقى) و (اِستغنى) و (تعالى) و (نتعاطى) ونحو ذلك.
والأسماء نحو: (ولا أَدنى من ذلك).
(وأَزكى لكم) و (أَربى لكم من أمَةٍ) و (أَعمى) و (من أَوفى بعهده) و (الأَعلى) و (أَبقى) و (أَتقاكم) و (أَحوى) و (أَخرى) و (أَشقاها) و (اليَتامى) و (الحوايا) و (الأيامى) و (كُسالى) و (سَكارى) و (فرادى) و (موسى) و (عيسى) و (يحيى) و (اُنثى) و (الدنيا) و (العليا) و (السوى) و (السلوى) و (الموتى) و (نجواهم) و (إِحدى) كيف تصرف و (بسيماهم) و (الترى) و (الهدى) و (الزنا) حيث وقع و (المولى) و (المأَوى) كيف تصرفا - و (مَثنى) حيث وقع (يا ويلنا) و (يا أسفا) و (بضاعة مزجاة) و (مرساها) و (متى) و (أَنى لك هذا) و (أَنى يؤفكون) ونحو ذلك.
وكذلك أمالا بلى - وهو حرف - فأما (أحيا) و (فأَحياكم) و (أَحيا به) - كيف تصرف - فإن حمزة لم يمل غلا ما كان قبله واو فقط، ماضيا كان أو مستقبلا، فإن كان قبله فاء أو ثم أو لم يكونا قبله فتح.
وأمامل الكسائي الباب كله على أصله. وقرأ أبو عمرو ما كان من ذلك كله رأس آية، وليس في آخرة راء بعدها ياء في الخط بين اللفظين، وأماله منه ما كان فيه راء بعدها ياء في الخط راس آية كان أو غيره وفتح الباقي وقرأ نافع جميع ذلك بين اللفظين، وأمال منه ما كان فيه راء بعدها ياء في الخط رأس آية كان أو غيره وفتح الباقي وقرأ نافع جميع ذلك بين اللفظين.
وفتح الباقون جميع ذلك كيف تصرف إلا مواضع يسيرة ربما اختلفوا فيها على غير هذا الترتيب، نحن نذكرها في مواضعها من السور إن شاء الله تعالى.
باب ما انفرد بإمالته الدوري عن الكسائي
من ذلك قوله: (بارئكم) في الموضعين و (البارى)، و (طغيانِم) حيث وقع (في آَذانهِم) و (آَذانِنا) حيث وقع (محياي) و (مثواري) و (من أنصاري) في " آل عمران " " ٥٢ " والصف ١٤ و (الجارِ ذي القُربى) و (الجار الجنب) في النساء و (جبارين) في المائدة و " الشعراء " و (الجواري) حيث وقع (وَسارعوا) و (يسارع) حيث وقع وكمشكاة في النور.
باب ما انفرد بإمالته الكسائي في كلتا روايتيه
من ذلك قوله: (مرضاة الله) و (مرضاتي) و (مرضاةِ أَزواجك) حيث وقع و (خطاياكم) و (خطايانا) حيث وقع (حق تقاتِهِ) في " آل عمران ١٠٢ (وقد هدان) في الأنعام ٨٠ (ومن عصاني) في إبراهيم ٣٦ و (وما أَنسانيهِ) في الكهف (وأَوصاني بالصلاة) في " مريم ٣١.
وفيها (آَاني الكِتاب) ٣٠ وفي " النمل " :(فَما آتانيَ اللَهُ) ٣٦ " النمل " و (محياهم) في " الجاثية " ٢١ والأربعة الأفعال التي تقدم ذكرها، و (الرؤيا) كيف تصرف إلا أن أبا الحارث خالف أصله في قوله: (لا تقصص رُؤياكَ) في " يوسف " ففتحه وحده.
فصل
واختلفوا في عشرة أفعال ثلاثية ماضية، وهي: جاء، وشاء وزاد، وضاق، وخاف، وخاب، وحاق، وطاب، وزاغ و (بل ران) فأمالها كلها - كيف تصرفت - حمزة إلا قوله: (إِذ زاغت الأبصار) في " الأحزاب " ١٠ و (أَم زاغت عنهم الأبصار) في " صاد " ٦٣ وأمال منها ابن ذكوان: شاء، وجاء، كيف تصرفا و (فَزادَهُمُ اللَهُ مَرَضاً) في " البقرة " ١٠ لا غير.
وأمال منها الكسائي وأبو بكر (بَل رانَ) فقط الباقون: بالفتح فيها كلها - كيف تصرفت - فأما المستقبل من هذه الأفعال والرباعي فغير محال بإجماع.