فأما ما كان في آخره راء مكسورة قبلها ألف من الأسماء على أي وزن - كان مفردا أو جمعا - نحو: (عَلى أبصارهم) و (من أنصار) و (بالأَسحار) و (مع الأبرار) و (النار) و (الغار) و (آثارهم) ونحو ذلك.
فقرا أبو عمر والدوري - عن الكسائي - جميع ذلك بالإمالة - كيف تصرف - وقرأه نافع وحمزة وأبو الحارث بين اللفظين وهم إلى الفتح أقرب إلى ما تكررت فيه الراء نحو: الأبرار والأشرار وقرار، فإن حمزة وأبا الحارث قرآه بالإمالة، وقرأه نافع وابن ذكوان بين اللفظين.
الباقون: بالفتح في جميع ذلك.

باب مذهب ورش في ترقيق الراء المفتوحة


إذا كانت الراء مفتوحة، وكان قبلها كسرة أو ياء قرأها ورش بين اللفظين - سواء كانت الكسرة قبل الراء بلا حائل بينهما أو حال بينهما ساكن - نحو (خيرا) و (غيركم) و (فاطر السموات) و (خسر الدنيا والآخرة) و (الذكر) و (وزر أخرى) وما أشبهه.
وقد خالف أصله مع الكسرة في مواضع: فأما ما وليت السكرة فيه الراء فخالف أصله فيه في خمسة مواضع: ففتح الراء فيها: أحدها: أن يكون الحرف المكسور باء الخفض أولامه نحو (برازقين) و (لِرسوله).
والثاني: الصراط وصراط حيث وقعا.
والثالث: إذا كان بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة أو مضمومة نحو: قرار والقرار.
والرابع: إذا كان بعد الراء ألف بعدها قال مضمومة نحو: (هذا فراقه).
والخامس: إذا كان بعد الراء ألف بعدها عين مفتوحة نحو: سراعا وسبعون ذراعا.
وقد ذكر عنه اختلاف في غير هذه المواضع أيضا.
والإختيار عندي ما ذكرته.
وأما ما حال بين الكسرة والراء فيه ساكن فإنه خالف أصله فيه في أربعة مواضع ففتحها.
أحدها: الأسماء الأعجمية وهي: إبراهيم وإسرائيل وعمران حيث وقعت.
والثاني: (أَو إعراضاً) و (إن كان كبر عليك إعراضهم) والثالث: إذا كان بعد الراء ألف بعدها راء مفتوحة نحو: أسراراً ومدراراً.
والرابع: إذا كان الساكن الحائل بينهما صادا أو طاءا نحو: مصرا وإصرا وقطرا وفطرة الله.
الباقون: يفتحون الراء في جميع ذلك.

باب مذهب الكسائي في إمالة ما قبل هاء التأنيث في الوقف


أعلم أن الكسائي يقف على ما قبل هاء التأنيث بالإمالة سواء كان في الكلمة قبله كسرة أو ياء أو غيرها، إلا أن يقع قبل الهاء أحد عشر أحرف يجمعها أواخر كلمات هذا البيت:
يَروعُ أَخٌ لِفَرطِ حَريقِ غيظِ يَمُصُ لِنَصّ داعٍ راحَ يَلحى.
فإنه يقف حينَئِذٍ بالفتح. وكذلك يقف على ما قبل هاء السكت بالفتح نحو (يَنسنه) و (كِتابيه).
؟فصل
فإن وقع قبل الهاء أحد أربعة أحرف وهي هجاء " أكره " فلهن أحكام على غير هذه الرتبة.
أما الهمزة فإنه وقع قبلها كسرة وقف بالإمالة نحو (سَيئَهُ) وإن وقع قبلها ألف أو فتحة تليانها وقف بالفتح نحو: براءة وامرأة. فإن حال بين الفتحة وبين الهمزة ساكن غير الألف، وقف بالإمالة نحو: سوأة والنشأة.
وأما الكاف: فإن وقع قبلها كسرة أو ياء وقف بالإمالة نحو: الملائكة والأيكة، وإن وقع قبلها فتحة أو ضمة بالفتح: نحو: التهلكة ومباركة.
وأما الراء فإن وقع قبلها كسرة أو ياء - سواء وليتاها أو حال بينهما ساكن وقف بالإمالة نحو: الآخرة وعبرة وكبيرة. وإن وقع قبلها فتحة أو ضمة سواء وليتاها أو حال بينهما ساكن وقف بالفتح نحو: شجرة ونصرة وحفرة ومحشورة.
وأما الهاء فإن كان قبلها كسرة وقف بالإمالة نحو: آلهة وفاكهة، وإن لم يكن قبلها كسرة وقف بالفتح نحو: سفاهة.
الباقون: يقفون على ما قبل هاء التأنيث بالفتح في جميع القرآن.

باب الروم والإشمام


الذين يروى عنهم الروم والإشمام في الوقف: النحويان، وحمزة، وأما سائر القراء فلم يرو عنهم في ذلك شيء، والمختار لهم الروم والإشمام أيضا.
والروم يكون في المضموم والمكسور - سواء كانت الضمة والكسرة حركتي إعراب أو بناء - وهو إشارة.

فصل


أعلم أن ورشا كان يفخم اللام المفتوحة إذا وقع قبلها صاد أو ظاء مفتوحتين أو ساكنتين نحو: الصلاة، ويصلي، وسيصلون، وظلموا ممن أظلم وما أشبهه.
الاستعاذة
المختار من لفظ الإستعاذة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا غير، وبه قرأت وبه آخذ التسمية.
لا خلاف في قراءة (بِسمِ اللَهِ الرَحمنِ الرَحيم) في أول الحمد وفي تركها في أول براءة.


الصفحة التالية
Icon