١ - حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، قال : بعث إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عنده عمر فقال : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر (١) يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني لأخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. قلت : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ ؟ فقال عمر : هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد : قال أبو بكر : وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد : فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن، قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ ؟ قال أبو بكر : هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر، وعمر، ورأيت في ذلك الذي رأيا فتتبعت القرآن أجمعه من العسب، والرقاع (٢)، واللخاف (٣)، وصدور الرجال، فوجدت آخر سورة التوبة :( لقد جاءكم رسول من أنفسكم (٤) ) إلى آخرها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها، وكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر قال محمد بن عبيد الله : اللخاف يعني الخزف، وهذه القصة
(٢) الرقاع : جمع رُقعة وهي قطعة من الورق أو الجلد يُكتب فيها
(٣) اللخاف : جمع لخفة وهي حجارة بيض رقاق
(٤) سورة : التوبة آية رقم : ١٢٨