٢٤٥ - عبد الرزاق قال : نا معمر، عن الزهري، قال : لما كان يوم الأحزاب حصر النبي ﷺ بضع عشرة ليلة، حتى خلص إلى كل امرئ منهم الكرب، وحتى قال النبي كما قال ابن المسيب :« اللهم أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إنك إن تشأ لا تعبد » فبينا هم كذلك، أرسل النبي إلى عيينة بن حصن بن بدر :« أرأيت إن جعلت لك ثلث تمر الأنصار، أترجع بمن معك من غطفان، وتخذل بين الأحزاب ؟ » فأرسل إليه عيينة :« إن جعلت لي الشطر فعلت، فأرسل النبي إلى سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ فقال :» إني أرسلت إلى عيينة فعرضت عليه أن أجعل له ثلث تمركم، ويرجع بمن معه من غطفان، ويخذل بين الأحزاب، فأبى (١) إلا الشطر « فقالا : يا رسول الله » إن كنت أمرت بشيء فامض لأمر الله « قال :» لو كنت أمرت بشيء ما استأمرتكما، ولكن هذا رأي أعرضه عليكما « قالا :» فإنا لا نرى أن نعطيهم إلا السيف « قال ابن أبي نجيح : قالا : فوالله يا رسول الله » لقد كان يمر في الجاهلية يجر سربه في عام السنة حول المدينة، ما يطيق أن يدخلها، فالآن لما جاء الله بالإسلام نعطيهم ذلك ؟ «