١٦٥٦ - نا عبد الرزاق قال : أرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال : قلت لابن عباس : إن نوفا يزعم أن موسى ليس بصاحب الخضر، فقال : كذب عدو الله، أخبرني أبي بن كعب، عن رسول الله ﷺ « أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، فقال : بلى عبد لي عند مجمع البحرين قال : ربي وكيف به ؟ قال : تأخذ حوتا فتجعله في مكتل (١) حيث يفارقك الحوت فهو ثم » قال :« فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يمشيان، قال لفتاه : حيث يفارقك الحوت فآذني حتى إذا أتيا الصخرة رقد موسى فاضطرب الحوت في المكتل فخرج، ووقع في الماء فأمسك الله عنه جرية (٢) الماء مثل الطوق، ومد إبهامه والتي تليها وفتحها، قال : فنسي أن يخبره قال : فانطلق حتى إذا كان من الغد، قال موسى لفتاه :( آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا (٣) )، قال : فلم يجد النصب حتى جاوز حيث أمر الله، قال :( أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا (٤) )، قال : يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة، فإذا هما برجل مسجى، عليه ثوب، فسلم موسى فرد عليه وقال : وأنى بأرضك من سلام ؟ قال : من أنت ؟، قال : أنا موسى، قال : أموسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم، قال : فما شأنك ؟ قال : جئتك ؛ لتعلمني مما علمت رشدا، قال : وما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك ؟ إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه، وإنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه، أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا، حتى بلغ ( ولا أعصي لك أمرا (٥) )، قال : فانطلقا يمشيان على الساحل فعرف الخضر، فحمل بغير نول فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر من الماء، فقال : ما ينقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر، قال : فبينما هم في السفينة لم يصح موسى إلا وهو يريد أو إذا هو يريد أن يخرقها، قال : حسبت أنه قال : ويدفقها برا، فقال : حملنا بغير نول وتريد أن تخرقها ( لتغرق أهلها (٦) ) إلى ( ولا ترهقني من أمري عسرا (٧) )، فكانت الأولى نسيانا ( لا تؤاخذني بما نسيت ) فخرجا حتى لقيا غلاما يلعب مع الغلمان، فقال بيده هكذا كأنه اجتبذ رأسه فقطع رأسه، فقال له :( أقتلت نفسا زكية بغير نفس (٨) ) إلى قوله :( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه (٩) )، وقال بيده هكذا وعدله بيده، فقال له : موسى لم يضيفونا ولو شئت لاتخذت عليه أجرا، ( قال هذا فراق بيني وبينك (١٠) ) قال النبي ﷺ :» وددنا أن موسى صبر « قال عمرو : كان ابن عباس يقرأ ( أما الغلام فكان كافرا ) وكان يقرأ :( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ) قال عبد الرزاق :» فتناول رأس الغلام بثلاثة أصابع الإبهام واللتين تليانها «

(١) المكتل : الزنبيل أي السلة أو القفة الضخمة تصنع من الخوص
(٢) الجرية : جريان الماء
(٣) سورة : الكهف آية رقم : ٦٢
(٤) سورة : الكهف آية رقم : ٦٣
(٥) سورة : الكهف آية رقم : ٦٩
(٦) سورة : الكهف آية رقم : ٧١
(٧) سورة : الكهف آية رقم : ٧٣
(٨) سورة : الكهف آية رقم : ٧٤
(٩) سورة : الكهف آية رقم : ٧٧
(١٠) سورة : الكهف آية رقم : ٧٨


الصفحة التالية
Icon